فيلم "نهر الخوف" هو ميلودراما تقليدية تتخللها عناصر كوميدية، تقدم في إطار مثير ومشوق، لكنه يفتقر إلى أدنى درجات الواقعية. الفيلم من إخراج المخرج الشاب محمد أبو سيف، الذي قرر أن يسبح في هذا التيار كخوضه الثاني بعد فيلمه الأول "التفاحة والجمجمة". يُثبت محمد أبو سيف من خلال هذا العمل أنه ابن الوز عوام، حيث ورث عن والده المخرج الكبير صلاح أبو سيف كل أدواته الفنية، ما عدا أداة الواقعية التي فشل في إكسابها لأفلامه. تدور فكرة الفيلم حول ثلاث شباب وضعهم القدر في اختبار قاسٍ، حين هم بمعاكسة إحدى الفتيات، وتركوا المكان لمواصلة طريقهم، إلا أنهم تفاجأوا بإصابع الاتهام توجه إليهم بتهمة اغتصاب الفتاة. يُجبر الشباب الثلاثة على الاستيلاء على أحد الأتوبيسات النهرية واحتجاز الركاب كرهائن، مطالبين بتبرئتهم من جريمة الاغتصاب المنسوبة إليهم. ويُلاحظ في الفيلم استهلاك محمد أبو سيف لنفس الفكرة التي تناولها سابقًا، وهي انعزال مجموعة من الأشخاص في مكان مغلق، ما يسمح له، برفقة السيناريست حسام الهجرسي، برسم خطوط عريضة لشخصيات العمل بطريقة اجتماعية متباينة. يرصد الفيلم ملامح هذه الشخصيات عبر سرد حكايات متشابكة، وابتكار مواقف درامية تحاول تفادي السأمة والتطويل. ويُحسب للمخرج نجاحه في إدارة الممثلين رغم قلة خبرتهم حينها، مستفيدًا من خبرات الفنان محمود عبدالعزيز في أداء شخصية معقدة، حيث تجسدت على وجهه انفعالات وخوف دائم من الشرطة وأقسامها. كما يتناول الفيلم مخاوف باقي الشخصيات، فهناك سيدة تخاف على أولادها، ومحامٍ يخشى الفشل ويحاول الفوز بأي وسيلة في قضاياه. ومن اللافت أيضًا الموسيقى التصويرية التي أبدع فيها الموسيقار الكبير عمر خيرت، حيث برع في وضع ألحان تخدم مشاهد متعددة، مثل حالة الركاب في الأتوبيس النهرى وتأملاتهم في مصيرهم وسط الاختطاف، وكذلك مشاهد انتظار أهل الفتاة المغتصبة المنتقمين لشرفها، والتي واكبت تعبيرات وجوههم الصامدة. وعلى الرغم من استهلاك القصة أكثر من مرة في السينما، إلا أن "نهر الخوف" يبقى من الأفلام التي قدمت مزيجًا من الميلودراما والكوميديا في آنٍ واحد، مع طابع مثير وجاذب، رغم افتقاره إلى الواقعية المطلوبة.
| عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
|---|---|---|---|
| نهر الخوف: ميلودراما تقليدية بلمسات كوميدية في تجربة محمد أبو سيف الثانية |
|
3/3 | 28 سبتمبر 2011 |