في حي الكيت كات، يعيش الشيخ حسني الكفيف مع أمه المسنة وابنه الشاب المحبط الذي لا يجد وظيفة عقب تخرجه من الجامعة، كما يفشل في العثور على عقد عمل بالخارج ويحاول الهجرة إلى الخارج، ويدخل في علاقة مع...اقرأ المزيد جارته الشابة المكبوتة جنسيًا فاطمة، وتتداخل حكاياتهم مع الحكايات الخفية للحي.
في حي الكيت كات، يعيش الشيخ حسني الكفيف مع أمه المسنة وابنه الشاب المحبط الذي لا يجد وظيفة عقب تخرجه من الجامعة، كما يفشل في العثور على عقد عمل بالخارج ويحاول الهجرة إلى الخارج،...اقرأ المزيد ويدخل في علاقة مع جارته الشابة المكبوتة جنسيًا فاطمة، وتتداخل حكاياتهم مع الحكايات الخفية للحي.
المزيدبحوارى الكيت كات، يعيش الشيخ حسنى(محمودعبدالعزيز)مع امه(امينه رزق)وإبنه يوسف (شريف منير) ورغم فقده لبصره ولعمله ولزوجته، إلا أنه لم يفقد الامل ولم يسلم بأنه أعمى، فهو يستغل دكانا...اقرأ المزيد بالمنزل الذى تركه له والده ليدخن فيه الحشيش مع اصحابه ويغنى لهم على العود بعد ان فشل بدراسته الأزهرية وفشل ان يصبح منشدا، وباع البيت لتاجر المخدرات الهرم (نجاح الموجى) مقابل راتب يومى من الحشيش، والذى يخبأه بمنزل الاسطى حسن (محمد جبريل) ويرافق زوجته فتحيه (جليله محمود)، وباع الهرم البيت لصبحى الفرارجى (نادر عبد الغنى) والذى أراد هدمه لبناء عمارة كبيرة، وساوم عطية (عثمان عبدالمنعم) صاحب القهوة لتركها مقابل خلو، فلما رفض سلط عليه صبيانه، فطعنوه حتى رضخ، واكتشف الشيخ حسنى ان البنت روايح (جيهان نصر) تخون زوجها الصائغ سليمان (احمد كمال) بسبب إهماله لها، وبعد ان لجأ إليه للبحث عن روايح عند امها عواطف (امل ابراهيم)، ذهب معه الشيخ حسنى ليكتشف هروب روايح مع عشيقها، واستعاد حسنى ذكريات الصبا مع عواطف عندما كانا يلعبان عروسه وعريس، وإتفقا على اللقاء بالغد عندما تخرج بناتها، واكتشف الشيخ حسنى ان ابنه يوسف المحبط بعد تخرجه من الجامعة وعدم حصوله على عمل، ويريد السفر للخارج، انه على علاقة بالمطلقة فاطمه (عايده رياض) والتى تركها زوجها العربى بعد ان قضى مأربه منها وسافر وأرسل لها ورقة الطلاق، ومما ازعجه ان يوسف فشل جنسيا مع فاطمة، وبحث عن الهرم بالمكان الذى يسهر فيه وهو منزل الاسطى حسن، فلم يجده، فطلب منه ان يقضى حاجته بحمامه، والذى اكتشف ان الهرم كان مختبئا به، فظنه لصا، وكانت فضيحة، ولكن فتحية لبست ثوب البراءة ورفضت اتهام زوجها لها بالخيانة، وطردته من المنزل، وفشل ضابط المباحث فى القبض على الهرم متلبسا، لأنه يخفى البضاعة بمنزل فتحية، فلفق له تهمة حشيش ووضعه بالحجز، وتمكن الضابط من ضبط شلة الشيخ حسنى وهى تحشش، ولكن حسنى تمكن من الهرب، وظن ان الهرم هو الذى وشى به، فدخل له الحجز بزيارة ليتأكد منه، وهى الزيارة التى مكنت الهرم من استبدال ملابسه بالحجز، فأفرج عنه وكيل النيابه، واصطدم حسنى بالشيخ عبيد (على حسنين) الكفيف، وصحبه للسينما لمشاهدة فيلم اجنبى، وركب معه فلوكة بالنيل، وحاول صبيان الفرارجى إغراقهما ليترك الشيخ حسنى الدكان، ومات عم مجاهد (احمدسامى عبدالله) بتاع الفول، واقام له حسنى ليلة عزاء، نام فيها صبى الكهربائى (على ادريس) ونسى الميكروفون مفتوحا اثناء حديث الشيخ حسنى عن كل اسرار الحى ففضح الفرارجى والقهوجى والصايغ وام روايح ويوسف، الذى نجح اخيرا بعلاقته مع فاطمة، كما افشى بمكان المخدرات عند فتحية، ليخرج من عندها الهرم مسرعا والحشيش يتساقط منه، وصحب يوسف ابيه ليركبا موتوسيكلا يقوده الشيخ حسنى، ويسقطون به فى النيل، ولكنهم يخرجون سالمين. (الكيت كات)
المزيدالفيلم يقدم رسالة حقيقة ويشير إلى أن العمى ليس عمى البصر ولكن عمى البصيرة.
الفيلم من رواية (مالك الحزين) للكاتب إبراهيم أصلان.
حصل فيلم "الكيت كات" على الجائزة الذهبية لأحسن فيلم من مهرجان دمشق السينمائى الدولى عام ١٩٩١.
ربما كل من أسعده الحظ وشاهد تلك التحفة السينمائية قد شعر بهذا.. ذلك الانغماس الكلى فى ذلك العالم الخاص جدا والافتتان بشخوصه ومفرداته..تلك النكهة المصرية التى لا يمكن أن تخطئها عين أو اذن..ذلك الافتتان الباقى أبدا بشخصية الشيخ (حسنى) والتى تبقى فى ذهنك كثيرا جدا بعد انتهاء الفيلم..تلك المتعة البصرية والذهنية والعقلية الخالصة التى تستحوذ عليك تماما طوال مشاهدة الفيلم وربما تدفعك لتعيد النظر فى أمور كثيرة ظننت إنها من ثوابت الحياة.. ولكن السؤال: ما الذى جعل (الكيت كات) يحمل كل هذه الخصوصية...اقرأ المزيد والجمال؟ سأحاول الاجابة فى السطور التالية: 1- الحكاية البسيطة الشعبيةالتى صاغها بعبقرية (داوود عبد السيد) استنادا على رواية للمبدع المهضوم حقه (إبراهيم أصلان)..حكاية بسيطة ولكنها ككل أفلام (داوود) تحمل نكهة فلسفية عميقة..فهو يتحدث عن العجز..الحلم..الحياة والموت..إرادة التغيير..إرادة الحياة..يتحدث أساسا (فى وجهة نظرى) عن المسافة الشاسعة بين طموح الانسان اللامحدود وقدراته الأرضية المحدودة..كل هذا فى اطار حكاية بسيطة يمكن لأى أحد أن يفهمها.. 2- شخصية الشيخ (حسنى)..ذلك الرجل الحالم الذى فقد نعمة البصر منذ طفولته..والذى يحمل فى داخله خليط عجيب من الفيلسوف والفنان المتشبث بالحياة..مازال غير قادر على الاعتراف بما فقده.يخفى فى داخله أطنان من الحزن ولكنه يأبى الاعتراف بهذا...يحاول الهروب من واقعه المظلم بالعزف على العود الذى ورثه عن أبيه..يريد أن يتحرر من جسده العاجز وينطلق بعيدا .. (نفسى أطير .. أطير)..ذلك المزيج الساحر والذى أداة بعبقرية لن تتكرر (محمود عبد العزيز) فى أروع أدواره على الاطلاق والذى ربما يكون هو أحد الأسباب الرئيسية فى جعل هذا الفيلم لا يقاوم.. 3- بالطبع لا نغفل قدرات (داوود عبد السيد) الاخراجية..اختياره للكادرات وحركة الكاميرا المتمهلة تارة (لتسمح لنا بالتأمل) مثل مشهد موت عم (مجاهد), والسريعة تارة لتسمح لنا بالشعور بالانتصار, مثل المشهد الأشهر للشيخ (حسنى) على الموتوسيكل. نجح (داوود) فى اظهار الجوانب المتناقضة للشيخ (حسنى) المتواثبة بين أقصى الحزن وأقصى العبث دون فذلكة اخراجية زائدة أو استعراض عضلات. اختياره أيضا للممثلين كان موفقا..أعجبنى جدا (نجاح الوجى) فى دور (هرم), وبالطبع (شريف منير) فى دور (يوسف) ابن الشيخ (حسنى).. 4- لا نغفل قطعة الموسيقى التصويرية العبقرية لـ(راجح داوود)والتى بدونها أعتقد كان الفيلم سيخسر الكثير..تحمل الموسيقى فى طياتها روح الفيلم نفسه..فهى موسيقى مصرية خالصة..حزينة بعض الشىء..ولكنها ليست كئيبة..كأنها تقول: نعم الواقع مظلم ولكن الأمل موجود دائما..فى مشهد الموتوسيكل بدأت الموسيقى مرحة نوعا لترافق المشهد الكوميدى للشيخ الضرير وهو يقود الموتوسيكل بسرعة وسط الحارة المزدحمة..ثم لم تلبث الموسيقى أن سلكت مسلكا مختلفا أقرب للتأمل وكأن ليس المطلوب فقط أن نضحك مع الشيخ (حسنى), ولكن أن نشعر شعوره..فهو قد حقق حلمه بالطيران على الرغم من كل شىء.. باختصار لم يتوفر لفيلم مصرى (قديما أو حديثا) كل هذه العوامل الناجحة والتى تجعله أقرب للاكتمال.. حتى أفلام (داوود) اللاحقة لم تقترب من المستوى الشامخ لهذا الفيلم.. هذا الفيلم لم يصنع لتشاهده مرة واحدة..بالعكس..كلما تقدم بك العمر سترى فيه أفاقا جديدة لم ترها من قبل.. درجن..درجن..درجن..درجن..
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
كلام عن الكيت كات | Emad Maher | 3/3 | 12 اكتوبر 2017 |