فى فترة الأربعينات أثناء الصراع بين الثوار والاحتلال البريطاني، تنمو قصة حب بين حسن المغنواتي ونعيمة ابنة العمدة، والتي يرفض أهلها تتويج هذا الحب بالزواج لأن نعيمة لابد من أن تتزوج من ابن عمها وليس...اقرأ المزيد غيره، تحاول راقصة الفرقة عزيزة التي تحب حسن أن تثنيه عن هذا الحب ولكنه يؤكد لها أن حبه لنعيمة كالقدر ولا يمكن الهروب منه. وأمام عناد الأسرة تضطر نعيمة لأن تهرب مع حسن لتتزوج به.
فى فترة الأربعينات أثناء الصراع بين الثوار والاحتلال البريطاني، تنمو قصة حب بين حسن المغنواتي ونعيمة ابنة العمدة، والتي يرفض أهلها تتويج هذا الحب بالزواج لأن نعيمة لابد من أن تتزوج...اقرأ المزيد من ابن عمها وليس غيره، تحاول راقصة الفرقة عزيزة التي تحب حسن أن تثنيه عن هذا الحب ولكنه يؤكد لها أن حبه لنعيمة كالقدر ولا يمكن الهروب منه. وأمام عناد الأسرة تضطر نعيمة لأن تهرب مع حسن لتتزوج به.
المزيديأتي فيلم المغنواتي ضمن موجة من الأفلام المصرية التي حاولت في السبعينيات إعادة قراءة التراث الشعبي المصري بعيون معاصرة، حيث اختار سيد عيسى مع الكاتب يسري الجندي أن يقدما ملحمة «حسن ونعيمة» في رؤية جديدة، تمزج بين الواقعية الاجتماعية والميلودراما الغنائية، مستبدلين الحكاية العاطفية التقليدية بسياق اجتماعي وتاريخي يتقاطع مع زمن الاحتلال الإنجليزي، ليصبح الحب رمزًا للوطن والمقاومة أكثر منه مجرد علاقة بين شاب وفتاة. اعتمد سيد عيسى على البساطة البصرية والواقعية الريفية، فاختار أماكن تصوير طبيعية في...اقرأ المزيد الحقول والقرى، وأبرز اللون الأخضر والضوء الطبيعي في تكوينات المشاهد ليعكس نقاء البيئة المصرية وبساطة شخوصها. ورغم ذلك، يظل الإيقاع السردي أحد أضعف نقاط الفيلم، إذ تظهر فجوات في تسلسل الأحداث، خصوصًا في تطور العلاقة بين حسن ونعيمة؛ فالانتقال من النظرة الأولى إلى الزواج تم بسرعة تُفقد المشاعر مصداقيتها، وتُضعف الجانب الدرامي الذي يُفترض أن يشكل قلب الفيلم. على صعيد التوظيف الغنائي، وهو ما يُنتظر من فيلم بطله (مطرب) مثل علي الحجار، جاء الأداء الغنائي محدودًا ومتحفظًا، إذ لم يستخدم عيسى الموسيقى والأغاني كأداة درامية لتصعيد الصراع أو التعبير عن المشاعر، بل اكتفى بها كزينة شكلية في مشاهد قليلة، مما جعل عنوان الفيلم المغنواتي يبدو أكبر من مضمونه الغنائي. أما الأداء التمثيلي فصلاح منصور قدم أداءً قويًا كعادته، بقدرة على تجسيد الشخصية الشعبية بعمق وصدق، فجاء حضوره علامة القوة في الفيلم، وكذلك شكري سرحان كان أكثر نضجًا وتماسكًا، وأضاف بريقًا كلاسيكيًا للمشاهد التي شارك فيها، مع لمحة من المرارة والحكمة التي تناسب شخصيته. سهير المرشدي أضفت دفئًا وأنوثة رصينة، في دور عزيزة الراقصة قدمت أداءً متزنًا وغير نمطي، ونجحت في منح الشخصية بعدًا إنسانيًا. علي الحجار، رغم محدودية خبرته وقتها، أظهر حضورًا صوتيًا وبصريًا مبشرًا، ولم يكن أداؤه التمثيلي متكاملًا بعد، لكنه ترك انطباعًا قويًا بفضل صدقه وبساطته. أما ليلى حمادة، فقد أدت دورها بعفوية، لكنها لم تستطع أن تمنح نعمية العمق النفسي المطلوب لشخصية تمزقها التقاليد والحب. وإذا وضعنا للقطة للمقارنة بين المغنواتي وحسن ونعميمة، فمن الطبيعي أن يقع المغنواتي تحت مقارنة مباشرة مع النسخة الكلاسيكية لبركات (1959) التي عُدت أيقونة في السينما المصرية. في حين ركز بركات على الجانب الرومانسي الشاعري والحس الموسيقي الطاغي، سعى سيد عيسى إلى قراءة سياسية واجتماعية، تربط بين الغناء والهوية، وبين العشق والتمرد. إلا أن ضعف البناء الدرامي وتشتت الرؤية الإخراجية جعلا المحاولة نبيلاً في نيتها، محدودًا في نتيجته، إذ لم ينجح الفيلم في خلق توازن بين الحكاية التراثية والتأويل الواقعي المعاصر. ف النهاية: المغنواتي تجربة سينمائية طموحة، حاولت دمج التراث بالواقع السياسي والاجتماعي في نهاية السبعينيات، لكنها وقعت في فخ السرعة الدرامية والتشتت الإيقاعي. يبقى الفيلم مهمًا من زاوية محاولته تجديد الحكاية الشعبية ومنحها أبعادًا وطنية، كما أنه يُحسب للمخرج جرأته في إسناد البطولة لمطرب شاب مثل علي الحجار في زمن كانت البطولات فيه حكرًا على نجوم الصف الأول، ورغم عثراته، يظل المغنواتي شاهدًا على مرحلة بحث السينما المصرية عن هوية جديدة بين الغناء الشعبي والدراما الاجتماعية.