أراء حرة: فيلم - المنزل رقم ١٣ - 1952


كمال الشيخ: سيد الإثارة والتشويق في فيلم "المنزل رقم 13"

يُطلق على المخرج كمال الشيخ العديد من الألقاب، أبرزها "هيتشكوك السينما المصرية"، إذ يعد من أكثر المخرجين الذين تمكنوا ببراعة عالية من تقديم أفلام الحركة والإثارة الممزوجة ببعض المشاهد المرعبة. مع اللقطات الأولى لفيلم "المنزل رقم 13"، تظهر توابل كمال الشيخ المعتادة التي يضيفها لأعماله، حيث الإثارة والتشويق عبر استخدام الإضاءة الخافتة التي تضفي نوعًا من الانتباه والترقب لما سيحدث لاحقًا. تدور القصة حول شخصية شريف (عماد حمدي)، الذي يعالج من ضغوط الحياة عند طبيب أمراض نفسية وعصبية (محمود المليجي)،...اقرأ المزيد والذي يستغل حالة شريف تحت تأثير التنويم المغناطيسي لارتكاب جريمة قتل. من التوابل السينمائية الأخرى التي استخدمها كمال الشيخ مشاهد الفلاش باك لسرد أحداث القصة، التي أبدع في تصويرها علي الزرقاني، الذي وضع سيناريو وحوارًا محكمًا، وأدخل بعض الشخصيات لاستكمال الحبكة الدرامية، مثل قتل الشاهد الوحيد الذي يبرئ عماد حمدي من تهمة القتل الموجهة إليه. كما لعبت المؤثرات الصوتية الملائمة، كخطوات الأقدام، ومستوى الصوت، والدخلات الصوتية التي توحي بالترقب والخطر، دورًا كبيرًا في استمرار التشويق طوال مدة الفيلم. وأضاف علي الزرقاني دقة كبيرة في تحرير مشاهد التحقيق، النيابة، المحكمة، والدفاع، مع الموازنة بين عدم التطويل والتنقل السريع بين الأحداث المتتالية، دون فقدان أي معلومة تؤثر على مضمون القصة الحقيقية، التي نشرت في إحدى الصحف المصرية حول استخدام التنويم المغناطيسي في جريمة قتل. تمكن عماد حمدي من أداء دور المريض النفسي ببراعة، مستخدمًا تعبيرات وجه عميقة ومتداخلة، ليضفي مزيدًا من الإثارة على الشخصية. إن فيلم "المنزل رقم 13" يستحق أن يكون من أفضل 100 فيلم على الإطلاق، ويظل علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية.