تشهد أروقة أحد الفنادق الفاخرة جريمة قتل غامضة تثير سلسلة من الأحداث والتحقيقات المشوقة، ويجد مدير الفندق نفسه عالقًا في خيوط الجريمة، بينما تحتفظ إحدى العاملات بأسرار خفية تزيد القضية تعقيدًا...اقرأ المزيد وغموضًا.
تشهد أروقة أحد الفنادق الفاخرة جريمة قتل غامضة تثير سلسلة من الأحداث والتحقيقات المشوقة، ويجد مدير الفندق نفسه عالقًا في خيوط الجريمة، بينما تحتفظ إحدى العاملات بأسرار خفية تزيد...اقرأ المزيد القضية تعقيدًا وغموضًا.
المزيدفي زمن أصبحت فيه أفلام الغموض والإثارة صنعة لها جمهور واسع، يأتي فيلم قصر الباشا ليحاول دخول هذا العالم، لكن النتيجة كانت أقرب إلى محاولة تقليد غير مكتملة الملامح. العمل من تأليف محمد ناير، وإخراج محمد بكير، وبطولة أحمد حاتم وعدد من الوجوه المعروفة، لكنه رغم كل الإمكانيات المتاحة لم ينجح في خلق فيلم يدافع عن نفسه أمام جمهور النوع أو حتى أمام الجمهور العادي. أول ما يلفت الانتباه في الفيلم أن المؤلف محمد ناير يبدو وكأنه كان يتجول بين أشهر أفلام الغموض الأجنبية قبل كتابة العمل، فظلال Knives Out...اقرأ المزيد واضحة، وروح أعمال أجاثا كريستي خاصة Murder on the Orient Express تكاد تكون جزءًا من النسيج الأساسي للقصة. ورغم أن ناير معروف بخبرته في كتابة الأعمال القائمة على جريمة قتل أو لغز مركزي، فإن قصر الباشا بدا وكأنه يعتمد على التأثر فقط من غير ما يقدم إضافة حقيقية. القصة على الورق قد تُعتبر جديدة نسبيًا ومقبولة، لكن التنفيذ ضيع أي فرصة للتميز، وبدل ما نحصل على فيلم غموض محبوك، وصل إلينا عمل مرتبك ومفتقد للتماسك. محمد بكير قدم لنا قبل كده مسلسل الغرفة 207، ورغم الجدل اللي حصله، إلا أن المسلسل كان يحمل أجواء غموض وتشويق، وشالته أبطاله وعلى رأسهم ريهام عبدالغفور، أما في قصر الباشا، فيبدو وكأن بكير فقد البوصلة تمامًا. المشاهد متراخية، والانتقال بينها فج وغير مبرر، وكلما وقع الإيقاع لجأ المخرج لإقحام كوميديا غير ملائمة كأنها محاولة لترضية المشاهد وإبقائه على الكرسي، الإخراج هنا مش بس ما ساعدش القصة، بل عاندها وأفقدها أي حس بالتصاعد أو التوتر. ولو اتكلمت عن الأداء التمثيلي، فبصراحة الأداء كان بدون أي روح ولا ملامح، فمنذ المشاهد الأولى، أداء أحمد حاتم يثير التساؤلات، الحركات غير المفهومة باليدين، وتغيير الستايل بين الكوميديا والجد من غير داعي، خلى الشخصية تبدو مشوشة بدل ما تكون غامضة، الأداء كان محتاج انضباط وتوجيه، لكنه خرج في النهاية بعيد تمامًا عن روح الفيلم. وتيجي مايان السيد بأداء طفولي لا يناسب الإيقاع، ولا يخدم طبيعة أحداث تدور داخل جريمة قتل وقصر غامض، وجودها لم يقدم أي تأثير درامي حقيقي، وكأن الشخصية مكتوبة لدور آخر تمامًا. واعتقد أن الدور الوحيد اللي يمكن اعتباره نقطة مضيئة، هو دور حمزة العيلي، اللي قدم بصراحة أداء متزن، فاهم طبقات شخصيته، ومتماشي مع طبيعة الفيلم. لكن للأسف وجوده وسط فوضى الإخراج والسيناريو جعله لا يكفي لإنقاذ التجربة. هناك مشاهد في الفيلم تحولت إلى مادة للسخرية أكثر منها للغموض، أبرزها المشهد الذي يقرر فيه جميع نزلاء الفندق الرحيل في نفس اللحظة، بشكل غير منطقي وغير قابل للتصديق، وكأن الكاتب استعجل "تجميع الناس" بدل ما يبني لحظة درامية حقيقية. أما حكاية السراديب، فهي أشبه بنكتة مستمرة، بعد أن رأينا أحمد حاتم يكتشف سردابًا في “عمر أفندي”، يأتي هنا ليواجه سلسلة لا تنتهي من السراديب التي لا معنى لها ولا تبرير لوجودها، ولا أحد يعرف: هل الباشا زمان كان بيفكر في الجريمة بالفعل؟ ولا في فيلم “فان دام” يتقلب لغز؟ وجاءت النهاية بلا نهاية، لتُقدم كأنها “الضربة القاضية” للمشاهد، لكن الحقيقة أنها أكثر النهايات المتوقع حدوثها، لدرجة إن الناس بدأت تقوم من أماكنها قبل ما الفيلم يقرر فجأة يضيف لك نهاية أخرى… بلا قيمة تُذكر. قصر الباشا ليس فقط فيلمًا ضعيفًا، بل تجربة تكشف كيف يمكن لسيناريو مقبول أن يتحول إلى عمل مرتبك بسبب إخراج غير موفق وتمثيل غير منضبط. هو فيلم أقل بكثير من إمكانيات صناعه، وبكل صراحة، يمكن اعتباره واحدا من أسوأ أفلام 2025، وربما السنوات الأخيرة كلها.