اختلف معه مرات.. قاطعه كثيرا.. انتقده دائما.. هاجمه بين الوقت والآخر، وكن علي وفاق معه «أحيانا»، ثم كرر التجربة مرة أخري، وهكذا كثيرا حتي يخفت بريق نجوميته أو حتي يعتزل التمثيل.. كل من يقترب من أحمد السقا الفنان والإنسان، لابد أنه مر بكل هذه الخطوات، ولابد أنه عاش كل تفاصيل هذه التجارب. أحمد السقا فنان حساس يتأثر بكل ما يحيطه.. يخشي أن يغضب منه أحد، ويتوتر عندما يعرف أن أحدهم يكره فيلمه، وينتشي كطفل بعد قراءة مقال يمتدح فيلمه.. قد لا «يحسبها» كثيرا عندما يقبل سيناريو معين، لكنه - وبخبرة الفنان - يعرف جيدا ويدرك فعلا إذا ما كان فيلمه سيحقق صدي وإقبالا لدي الجمهور، أو سيحقق رد فعل محترم لدي النقاد، أو أن الفيلم سيحقق الاثنين معا، أو - وهذا هو الجحيم بعينه - سيحقق الفيلم المتوسط.. أي أن يقبع عمله الفني في تلك المنطقة الوسط بين النجاح والفشل والتي لا تشبع الفنان أبدا. من بين كل أبناء جيله من «الجانات»، يأتي السقا ليكون قائد مسيرتهم.. هو القدوة عندما ينجح ويتفوق، وهو الرائد إذا ما اختار أن يجسد شخصية بعينها، وهو المتصدر لكل تغيير حقيقي في مستوي أفلام هذا الجيل، وهو الأكثر والأحرص بين أبناء جيله علي التطوير في منطقة «الجانات» وفي منطقة الأكشن، ثم في منطقة «الرومانتيك» كوميدي.
يجرب أحمد السقا في نفسه - وهل ينكر أحدكم أن كل الرواد كانوا مغامرين بأنفسهم، قبل مغامرتهم بالآخرين؟ فالرجل جرب نفسه - مبدئيا - في الأكشن من خلال فيلم «مافيا» - ومن الإجحاف أن تنسب هذه التجربة للمخرج شريف عرفة وحده، فبدون السقا، ما نجح الفيلم - مع احترامي - لكل من شارك فيه، فاسمه هو الذي وزع هذه المغامرة، وبعدها اكتشف كل الجانات أن لديهم قدرات في «نط» حواجز الأكشن، وقرر كل واحد منهم «تربية» عضلاته تأهبا للضرب والقتال، ثم قرر السقا أن يجرب نفسه في الرومانسية، التي أعادها إلي السينما، من خلال « عن العشق والهوي» مع تامر حبيب و كاملة أبو ذكري، ثم جرب التشويق والدراما البوليسية في « حرب أطاليا» و« تيتو» علي التوالي، وإن اختلف كثيرون - وأنا منهم - حول المستوي الفني لهذه الأفلام، لكن السقا غامر وتصدي، بينما ظل الباقون منتظرين ومترقبين لنتيجة تجربة السقا.. إذا نجح فعلوا مثله وباركوا خطوته ومغامرته، وإذا فشل انتقدوه وهاجموه وتجنبوا تكرار الخطأ.. عموما الحقيقة التي نعلمها جميعا أن التاريخ لا يسجل سوي أسماء المغامرين، بينما يتجاهل ويحتقر التابعين المرتعشين من فكرة التجديد وتبعات التطوير، ولذا فإن تاريخ السينما المصرية سيسجل أن أحمد السقا هو أول من قدم فيلم أكشن محترم في مصر، وهو أول من أعاد الرومانسية إلي سينما الألفية الثالثة، وهو أول من صور فيلما مصريا في جنوب أفريقيا، وهو أول من قدم فيلماً جاداً عن الصعيد « الجزيرة» بين أبناء جيله، وهو أول ممثل يعترف بأن فيلمه الذي وافق علي المشاركة فيه بكامل إرادته لا يحبه، ولا يحب صورته النهائية التي ظهر بها، هكذا دون «مقاوحة» أو نفاق أو محاولة لتجميل الصورة.
نجاح السقا ليس في أنه ممثل مجتهد يعشق الناس ملامح وجهه وتفاصيل شخصيته من جدعنة وخلافه، لكن نجاحه الأكبر والأعظم - بالنسبة لي - يكمن في رغبته الدائمة في التجديد وعشقه الذي لا يشبع للمغامرة، وقدرته الفائقة بشكل لابد أنه يخجل الكثيرين من أنفسهم علي الاعتراف بخطئه - إذا ما أخطأ.
السقا من أكثر أبناء جيله طيبة وأقلهم مكرا.. لديه ثقافة فنية واسعة، وفوق كل ذلك، فإنه حريص فعلا علي مشاعر الآخرين، قد يكون الوحيد بين أبناء جيله الذي تتشابه أدواره علي الشاشة مع شخصيته الحقيقية، ففعلا السقا هو «أدريانو» الصديق الذي ستسند إليه ظهرك في الغربة، وهو خالد في « شورت وفانلة وكاب» الذي ترغب أي فتاة في لقاء رجل بشهامته ونبله، وهو بدر القريب الجدع الذي يتقبل سخافة ابنة عمه من أجل حمايتها في « أفريكانو»، وهو أيضا الشاب الحانق علي بلده رغم أنه يذوب هياما في عشق ترابها في « مافيا»، وهو طاهر ذلك البطل الذي يضحي بحياة سهلة لإنقاذ طفل مشرد في «تيتو»، ثم إنه تيمور ذلك النموذج شديد المثالية عن ابن الجيران الذي «يحاجي» علي جارته ويربيها ثم يتزوجها.. أحمد السقا رجل مصري صميم، يحمل كل تناقضاتنا، ويحبه الجمهور لأنه واحد منهم الديلر.. أصبح هذا الاسم يمثل لي ولكل صحفي غطي أحداث تصوير هذا الفيلم كابوسا رهيبا.. كل يوم تخرج شائعة.. كل ساعة نسمع مشكلة.. ودائما لا أحد من أسرة الفيلم يجيب عن الاستفسارات المتعلقة بالمشاكل والشائعات سوي بردود مقتضبة، وخلافا لكل هذا، فقد كان يشغلني مثلا مدي أهمية ظهور فيلم اسمه « الديلر» بعد أن قتلت السينما المصرية قضية المخدرات بحثا وطولا وعرضا وأفلاما، وكان يشغل بال البعض مستوي فيلم يعاني كل هذه المشاكل قبل وأثناء وبعد تصويره.
وأخيرا تمخض الجبل وولد فيلما مشوها لا يليق بكل هذا الانتظار والشغف لمشاهدته ولا يناسب الضجة والمشاكل التي اعتدنا عليها منذ ثلاث سنوات مضت.. كل ما تقدم يوحي بوجود مؤامرة ضد فيلم «الديلر» صنعها بعض من فريق هذا الفيلم ضد الفريق الآخر، أو صنعها الجميع ضد الجميع، أو صنعها صناع الفيلم ضد الجمهور.. عموما في هذا الحوار ينفي أحمد السقا كذب خيار المؤامرة، بينما يتحدث بألم وحزن عن تجربة فيلم كان ينتظر ظهوره بشكل أفضل مما شاهدناه وأفضل مما يرضي الطموح اللانهائي لبطله.
أخيرا خرج فيلم «الديلر» للنور بعد ثلاث سنوات من التصوير والخلافات والمشاكل، هل تشعر بالارتياح بعد انتهائه؟
- الحمد لله أنه خلص.. ده أنا بصور فيه من قبل ما ابني حمزة يتولد، وحمزة ابني في الثاني من شهر أغسطس المقبل سيتم عامه الثاني إن شاء الله.
ما ظروف موافقتك علي هذا الفيلم؟
- الفيلم كان من المفترض أن نبدأ تصويره قبل فيلم «الجزيرة»، وتم تأجيله ثم بدأنا تصويره، وتوقف لأسباب إنتاجية بعد تصوير بعض المشاهد في تركيا، ووقتها كنت قد تعاقدت مع شركة «جودنيوز»، فبدأنا تصوير فيلم « إبراهيم الأبيض»، ثم استأنفنا تصوير «الديلر».
هل صحيح أنك وافقت علي الفيلم لمجاملة منتجه الأول سامي العدل؟
- في حد هيجامل في مستقبله؟! أكيد لأ، خصوصا أن سيناريو الفيلم يحمل علامة الجودة بضمان سيناريست كبير اسمه مدحت العدل، وأعتقد أنه لما يتفرج علي الفيلم سيغضب لأنه سيجد أن كتابته لم يتم تنفيذها علي الشاشة بشكل جيد.
ألم تلاحظ وجود تشابه بين فيلمي «الديلر» و«إبراهيم الأبيض»؟
- التشابه موجود فعلا في بداية الفيلم، في الجزء الذي نستخدم فيه المطواة، لكن زي ما قلت الفيلم ده كان قبل «إبراهيم الأبيض»، ومع ذلك طلبت منهم حذف المشاهد المتشابهة بين الفيلمين، وهي مشاهد لو تم حذفها لما أثرت علي الدراما، لأن هذه هي طبيعة فيلم «إبراهيم الأبيض»، لكن في «الديلر» هذه لقطات كان من الممكن أن تبدأ من آخر «الخناقة»، ماكانتش هتأثر يعني، لكني فوجئت بعدها بأن هذه المشاهد موجودة في الفيلم، ومعرفش رجعت ازاي.
ما الذي حمسك للموافقة علي بطولة الفيلم منذ البداية؟
- أحيانا الواحد بيشوف الحاجة حلوه في عينه، وتحدث بعدها مشاكل وأخطاء معينة.. أنا مش عايز أخوض فيها، عشان مش عايز الرتب تتساوي لصالح أي حد متخيل أنه ممكن يساوي الرتب، ولأن الأدب فضلوه علي العلم.. أنا شخصيا المجهود اللي عملته في الفيلم أكثر من الذي شاهدته في قاعة العرض.
ما الخطأ الأكبر في الفيلم من وجهة نظرك؟
- أكبر أزمة في الفيلم هو الفيلم نفسه، رغم أن في ناس كتير شاهدوا الفيلم وأعجبهم، لكن هم لو كانوا شافوا الفيلم الأصلي قبل المونتاج الأخير كانوا هيعرفوا أنه أحسن من كده بكتير.
ما شعورك عندما شاهدت النسخة الأخيرة المعروضة حاليا؟
- شعرت بقصور.. أنا أكتر واحد أقدر أحس بالفرق بين المجهود اللي أنا عامله في الفيلم وبين المنتج النهائي الذي شاهدته. لكن الحمد لله برضه.. الفيلم ما يعتبرش الضربة القاضية بالنسبة لي.
ما الذي حدث تحديدا في الفيلم وأدي لهذه النتيجة؟
- اللي حصل أن المشروع لم تتم رعايته بشكل كاف.. أنا أتحمل جزءًا من هذا الخطأ لأني لا أسير في حياتي بنظرية «النجم»، وواضح أن الاحترام أصبح أسلوبا خاطئا في الحياة.. أنا راجل لا أحضر المونتاج ولا أتدخل في عمل المخرج.. بس واضح أني كنت غلطان في كل ده، وأني كنت طيب زيادة عن اللزوم ودلعتهم بزيادة.
ألم تتعامل ولو في بعض الأحيان بنظرية النجم المتصدر للأفيشات والتيترات كما يفعل كثيرون من أبناء جيلك؟
- مسألة تصدر اسمي تيترات وأفيشات الفيلم دي مالهاش، علاقة لأن دي مفردات سوق.
هل صحيح إنك قمت بترشيح خالد النبوي ليشاركك بطولة الفيلم؟
- هذا حقيقي، فقد أصريت بالفعل علي وجوده معي في الفيلم.
هل تشعر بالندم علي ترشيحك له بعد أن عرفت أنه وضع شرطا في العقد يطلب فيه عدم كتابة اسمه علي التيترات حتي لا يكتب اسمه بعد اسمك؟
- والله واضح إن دي حاجة متشرفوش، ولو أني ماعتقدش أن خالد اشترط هذا الشرط في العقد، لأنه أذكي من كده، بدليل أن اسمه محطوط في التيتر بعد اسمي.
ألم تتحدث مع خالد النبوي في هذا الأمر؟
- أنا آخر مرة شفت فيها خالد النبوي كنا بنتغدي عندي هنا في البيت من أسبوعين، بعدها قرأت هذا الكلام في الجرائد ولم أتحدث معه، لأن دي مش شغلتي.
لو طلب خالد النبوي كتابة اسمه قبل اسمك علي التيتر، هل كنت ستقبل هذا؟
- لو كان المنتج وافق كنت أنا هاوافق، وبعدين الدوام لله.. اللهم اكفينا شر وجود المجد وشر زواله، وأنا أعرف أن عمر النجومية قصير، وكل فنان يحاول أن يمده بأعمال جيدة.. تحترم عقل المشاهد وتقتحم قلبه، ولذلك فإن الغرور لم يصبني، لأني أعلم أنه لا شيء باق علي حاله.
ما الذي أضافه لك فيلم «الديلر»؟
- ولا حاجة.
هل خسرت فنيا من هذه التجربة؟
- أنا خسرت معنويا، لأني اتضايقت، بالإضافة إلي أنه فيه وقت ومجهود مهدر، لكن والحمد لله الفيلم لم يسحب من رصيدي، رغم أنه لم يضف لي شيئا علي المستوي الفني، لأن الفيلم الذي يسحب من رصيد الفنان هو الفيلم الذي أهمل فيه الفنان، وأنا لم أهمل أثناء عملي في الفيلم.
ألم تهمل في اختيارك للعمل من البداية؟
- أنا لم أقصر في اختياري للعمل، وبعدين أنا مادخلتش جوه قلوب الناس وقتها علشان أعرف اللي هيحصل بكره.
هل هذه هي المرة الأولي التي تمر فيها بفيلم أقل من المستوي الذي انتظرته؟
- للأسف هذه هي المرة الأولي.
بعد أكثر من 13 عاما من العمل في السينما، هل مازلت تفتقد الخبرة في معرفة مستوي فريق العمل الذي يصلح للعمل معك، وتقبل أن تسلمه اسمك؟
- يبدو أنني مازلت أفتقد هذه الخبرة.. سمّيه نقص خبرة بقي أو سميه احترام عرف، وتقدير، وعدم تعدي علي اختصاصات الآخرين.. أنتوا بتلوموا واحد عشان كان مؤدب؟!
هل كانت هناك مؤشرات لهذه المشاكل أثناء تصوير الفيلم؟
- لم تكن هناك أي مؤشرات لأي مشاكل أو أخطاء قبل أن نشاهد نسخة الفيلم قبل النهائية.. كلها كانت مشاكل إنتاجية لا علاقة لي بها.. أنا عبدالمأمور.. عايز أخلص شغلي وأمشي، أو يمكن كان في مشاكل وأنا مش واخد بالي منها، وأنا مش هاتكلم عن نفسي.. أنا هقول علي ناس شافوا نسخة العمل قبل النهائية، ومنهم المنتج والموزع الكبير محمد حسن رمزي منتج الفيلم والمنتجان وليد صبري و يحيي شنب، بالإضافة إلي أحمد رزق.. الناس دي شافت نسخة العمل، وأكيد شافت الفيلم في السينما دلوقت.. أنا مش هتكلم، لأني يمكن تبقي شهادتي مجروحة، لكن من الممكن أن تسألوا الأسماء السابقة، وهما هيتكلموا عن اللي شافوه قبل تغير مونتاج الفيلم الأخير وبعده.
من السبب في التشويه الذي حدث للفيلم من وجهة نظرك؟
- مش عارف.. بس شوفي انتي مين اللي بيدخل المطبخ الأخير، وانتي هتعرفي مين اللي بوظ الفيلم.
المطبخ الأخير لا يدخله إلا المخرج؟
- بالظبط، لأن النسخة الأخيرة التي تم عرضها تعبر عن وجهة نظر المخرج، وأنا غير راض عنها تماما.. بلاش نتكلم عن المشاهد اللي اتشالت، لأن دي وجهة نظر مخرج وإيقاع فيلم، لكن أنا عندي إن المشاهد تتشال أحسن من أنها تفضل مبتورة كده، وماحدش يبقي فاهم حاجة، وتوصل للمشاهد إحساس أن المراحل الزمنية في الفيلم معمولة بسذاجة.
ما أكثر مشهد استفزك وأنت تشاهد الفيلم؟
- مشهد وفاة والدي، ومشاهدي في الإسطبل اللي ماحدش شاف وشي فيها.. أصل أهم وأجمل ما يميز بطل الفيلم «يوسف الشيخ» أنه متسامح.. أشبه بالقديس.. راجل بيحب واحدة، بيشوفها في ظروف زي الزفت.. مرة واتنين وتلاتة، وبرضه لما بيشوفها بيبقي مش عارف يموتها ولا ياخدها في حضنه.. لكن للأسف كل ده ماكانش واضح، وقصة الحب نفسها لم تكن واضحة.
هل أنت من قمت بترشيح أحمد صالح لإخراج الفيلم؟
- هذا حقيقي، فالفيلمان الوحيدان اللذان أخرجهما أحمد صالح من بطولتي.. الأول هو «حرب أطاليا»، وأنا اللي رشحته للفيلم، والثاني هو «الديلر».. يعني أنا اللي جايبه في الفيلمين.
هل أنت فخور بذلك؟
- لا أنا مش فخور!
لماذا اخترت أحمد صالح تحديدا بعد أن تعاملت مع عدد كبير من كبار المخرجين علي رأسهم شريف عرفة و عمرو عرفة و مروان حامد و طارق العريان وغيرهم؟
- هذا قدر، وأحمد صالح ليس سيئا كمخرج، لكنه أصبح بالنسبة لي «غير جيد» سواء علي المستوي الفني أو الإنساني، وفي «حرب أطاليا» أيضا كانت لديه مشكلات مع المنتج هشام عبدالخالق علي فكره، لكن لو عايزين نعرف إيه اللي حصل بالظبط لازم نرجع للمشاكل اللي حصلت في «حرب أطاليا»، ونرجع للمشاكل اللي حصلت في «الديلر»، هنلاقي أنها بتتكرر، وإن فيه حد ما اتعلمش من التجربة.
هل كان المخرج يوجهك أثناء تصوير الفيلم؟
- كان بيوجهني في حدود إمكاناته، وكنت بسمع كلامه حسب الأصول.
ما صحة ما تردد حول ترشيحك لأحمد صالح لإخراج «الديلر» حتي تقوم بتوجيهه وتتحكم فيه كي يخرج الفيلم بوجهة نظرك بدلا من أن يحدث العكس؟
- عمر ما ده حصل.. أنا عمري ما بأوجه المخرج.. أنا طول عمري ماشي بالأصول.
ما الذي استفدته من العمل مع المخرج أحمد صالح؟
- استفدت أني لازم أشرب اللبن قبل ما أنام!
هل من الممكن أن تتعاون معه في فيلم ثالث؟
- لغاية اللحظة دي لأ.. ما اعتقدش أني هاشتغل معاه تاني.. ربنا ما يحوجني.
هذه هي المرة الأولي التي تتبرأ فيها من أحد أفلامك؟
- أنا مش هقدر أقول إنه مش فيلمي، لأن الناس شايفاني بأمثل فيه، لكن أقدر أقول إن اللي بيمثل ده واحد تاني غيري!
هل ستنزعج لو شن النقاد هجوما حادا علي الفيلم؟
- ليهم حق، لو شتموا الفيلم ده.. ليهم حق.. لازم ألف عليهم أفهمهم، وبعدين أتضايق، وياريت ماحدش يفهم من كلامي هذا أنني بأضرب في الفيلم من تحت الحزام، علشان أوقف سوقه، بالعكس الفيلم عاجب ناس كتير جدا، زي ما في ناس مش عاجبها، وهذه هي سُنة الحياة، لكني أتحدث عن مجهود بذلته ولم أشاهده علي الشاشة، وأنا لا ألوم زملائي ولا ألوم مؤلف الفيلم ولا ألوم المنتج.. شوفي مين اللي فاضل أنا بلومه.
هل تتمني أن يحقق الفيلم إيرادات مرتفعة؟
- عشان المنتج ما يخسرش بس، لأن محمد حسن رمزي لم يقصر معي في شيء، فحرام يخسر فلوسه، ولو إنه مش خسران من البداية، وإلا ماكنش تعاقد معي علي بطولة الفيلم.
هل تعتقد أن هناك مؤامرة ضد الفيلم؟
- هي ليست مؤامرة ضد الفيلم، ولا هي مؤامرة ضد أحمد السقا، حتي لا نعطي للمواضيع حجماً أكبر من حجمها الطبيعي.. كل ما حدث أن كان فيه ناس معاها أمانة ما وصلتهاش كويس، وأي حجة هتتقال دلوقت غير مقبولة، لأن أنا لما اديتلك الأمانة دي أديتهالك عشان أنت صاحبي، والأقربون أولي بالمعروف، ولو ما صونتهاش ماتجيش تكلمني.
هل ستشاهد الفيلم مع الجمهور كما هي عادتك في كل أفلامك؟
- الفيلم الجاي بقي إن شاء الله. رغم أن في ناس عاجبها الفيلم لكن هذا ليس طموحي.
هل تخطط لمستقبلك الفني بشكل عام؟
- أنا لا أخطط لمستقبلي أنا أتحمس لتقديم الفيلم الحلو اللي الناس ممكن تصدقه.
حتي لو تكررت الشخصيات في أفلامك؟
- حتي لو تكررت الشخصيات.. ما هو في كام دكتور عظام في البلد، وفي كام صحفي، لكن لكل منهم صفات تميزه عن غيره.. بالعكس هو ده الامتحان.. أحمد زكي عمل في حياته كام دور ضابط وكام دور عسكري.
من المخرج الذي تتمني العمل معه؟
- هناك مخرجين أتمني العمل معهم لاستغلال تلك الطاقة الموجودة عندهم مثل أحمد نادر جلال، و ساندرا نشأت.
هل انتهيت من تصوير فيلم « ابن القنصل»؟
- انتهينا من تصويره وهو فيلم كوميدي أتعاون خلاله مع خالد صالح و أيمن بهجت قمر مؤلفا، ومع مخرج محترف وهو عمرو عرفة، والفيلم «قرفته» حلوه.. خلص بسرعة الحمد لله من غير مشاكل ولا أزمات.
ملحوظة: كنت أثناء إجراء الحوار مع السقا أشبه بجراح يحاول فتح دمل لمريض يرفض التخدير، وكان يقاوم كثيرا إغراء الإجابة عن أسئلة يعلم إجابتها وتمنعه أخلاقه من إعلانها، حتي وهو تحت تأثير المخدر! عموما.. دائما يخطئ البشر، وكثيرا ما يكون خطؤنا في حق أنفسنا أكبر من خطئنا في حق آخرين.. وغالبا يعتذر بعضنا لمن أخطأ في حقه، بينما يعتذر آخرون لأنفسهم لأنهم أخطأوا في حقها، والسقا هنا اعتذر لنفسه أولا، ولجمهوره ثانيا وثالثا ورابعا.. وجمهوره ينتظر جديده القادم، فلنلتقي إذن بعد فاصل «الديلر» بفيلم السقا القادم «ابن القنصل».