فنان مصري أصيل، يشبه اخناتون في ملامحه، وفي وقوفه وراء معتقداته وإيمانه المطلق بها ودفاعه عنها، انه دكتور محرز طنطاوي عالم الذرة في مسلسل الأصدقاء، بليغ حمدي في مسلسل ام كلثوم، المعلم عرابي في فيلم كلمني شكراً، إنه صبري فواز الممثل والمخرج والكاتب الذي أجرينا معه هذا الحوار حول ثورة مصر المباركة الذي شارك فيها كأحد "ولاد" مصر المخلصين:
- أين كان الفنان صبري فواز قبل 25 يناير، وأين هو الان ؟
في نفس مكاني الذي اخترته منذ البداية، كمصري أصيل أحمل تراث هذا البلد من فلاحيه وعماله ومثقفيه وسياسيه، بكل ملامح مصر بلا أي ألوان ايدلوجية أو دينية، وفخور بمصريتي رغم استهجان البعض هذا في الماضي، او تحديداً قبل 25 يناير، والثورة التي وضعت كل شخص في حجمه الحقيقي.
مشوارك قبل 25 يناير مشوار غني ما بين أدب وفن، فما هي خططك المستقبليه ؟
لما يحدث أي تغيير في خططي، ولكن هناك اختلاف اجرائي، حيث جمدت في الماضي نشاطي كمخرج مسرحي وأعلنتها حينئذ قائلا" حابطل لحد ما الوشوش تتغير أو تبوش"، وقد حدث هذا الان وبالتالي سأعود للإخراج المسرحي مرة أخرى.
تعمل الأن في مسلسل " سمارة" ويقال أنه توقف لانخفاض شعبية بطلته لوجودها ضمن القوائم السوداء، فما هو رأيك في فكرة القوائم السوداء؟
أولا المسلسل توقف فقط لظروف الثورة وسنعاود التصوير قريباً، أما عن إجابتي لسؤالك فأنا لست مع فكرة القوائم، لان كل انسان يجب أن يحمل طائره في عنقه، من أيد الرئيس المخلوع له الحق في ذلك عملا بمبادىء الحرية والديمقراطية التي نادت بها الثورة، ومن ساند الثورة فهذا حقه، أما من اختار الصمت فعليه علامة إستفهام كبيرة ولكنه لا يلام، ولكن عندما يبدأ الحديث فيما بعد فيجب أن يحرص على كلامه لأنه اختار الصمت في البداية.
أما من سب وشتم فيجب معاقبته بالقانون لأنه أجرم.
ما هو رأيك في التضليل الذي تعرض له الشعب المصري على يد بعض النجوم؟
النجم الذي ضلل مجرد موظف في مكان ما، نفذ الاوامر بأن يضلل الشعب، ويجب أن يحاسب كما قلت لك بالقانون، كأحد جنود هذا المكان الذي يأمره، أما النجم الذي تم تضليله فضلل الشعب، فيجب أن يبحث عن وظيفة أخرى لأن النجومية تعني أن تشعر بنبض الشارع، فاذا كانت مسؤولية الانسان العادي أن يعقل ما يقال له، فما بالك بمن يسمى نجماً.
شاركت في فيلم " دكان شحاتة" الذي تنبأ بثورة جياع قادمة في الطريق، فما هو الفارق بين ما توقعه الفيلم وحدث بالفعل على أرض الواقع؟
الفارق هو الذي ابهر العالم، توقعنا جميعا أن يقوم بالثورة الجياع، فقام بها الأحرار الأطهار الذين خرجوا بسبب الكرامة لا الجوع، وهذا أشرف بكثير، وأكثر أماناً لأنها لو حدثت بالجياع لتأخرت البلد كثيراً، بمنطق لقد ثرت لأن ليس لدي شيء فلن أترك شيئاً للأخر.
ماهو رأيك في نظرية الثورة المضادة التي تشهدها مصر منذ تنحي الرئيس السابق؟
هي حقيقية جدا، وذات منهجية واضحة تماما، ورأس حربة هذه الثورة المضادة هو التليفزيون المصري.
الرؤوس التي أسقطتها الثورة من النظلم هي الرئيس المخلوع، وحكومته، ومجلسي الشعب والشورى، وجهاز أمن الدولة... في رأيك ما الذي تبقى من ذيول هذا النظام ويجب أن تطيح به الثورة؟
التليفزيون المصري بهيكله ومنهجيته التي تعتمد إرسال رسالة تضليل وتخويف، وتصدير الفزع للشعب، وهذا مقصود تماماً، وبما أنه رأس حربة الثورة المضادة فيجب تطهيره، ليعمل ببهجة تستحقها الثورة، ويضعون في حسابهم 20 مليون غاضب يتحركون في مصر لم يخدش أياً منهم أي شيء في مصر، وأن من خرب وأحرق ومارس "البلطجة" هو النظام الذين يحاولون حمايته حتى الان.
ويجب عليهم تصدير أخلاق الثورة إلى الشعب حتى نستفيد بكل ما أبهر العالم، وهذه هي رسالة الإعلام في الاساس.
اذن ماهو رأيك في الفتنة الطائفية، وما قيل عن الشعب المصري بأنه غير مؤهل حتى الأن بالديمقراطية؟
ليس هناك ما يسمى بالفتنة الطائفية، بل مجرد مهمة أداها النظام "للتوقيع" بين المصريين، وكان أكبر رد على هذا هو حادثة كنيسة القديسيين ورد فعل المسلمين في عيد الميلاد المجيد، ومشاركتهم اخوتهم المسيحيين في الصلاة، وجاءت الثورة لتؤكده.
أما موضوع الديمقراطية فسوف أتحدث عن هتافات البسطاء لاثبت لك كم الوعي الذي يمتلكه هذا الشعب الراقي، وليس هتافات المثقفين والمسيسين والاخوان، فقلد كان الناس يهتفون في امبابة قائلين " الشعب يموت شهيد ولا يموت عبيط" وهذا منطق لا علاقة له بالثقافة ولا السياسة إنه مجرد وعي.
" الشعب أسقط النظام" ... ماذا تعني هذه الجملة للفنان صبري فواز؟
"الشعب يريد إسقاط النظام " ذات معنى وصدى أكبر عندي، لأنني أرى أننا لم نسقط النظام ككل بعد، وما أقصده بالاسقاط ليس التنكيل، بل الازاحة ليتولى الشرفاء قيادة هذا الشعب لان هذا النظام فشل في قيادته.
في رأيك ما هو دور الذي يجب أن يقوم به الثوار الآن؟
على الثوار أن يذهبوا للبسطاء، والذين عبث الإعلام الموجه برأسهم، ليرتفع الوعي العام، حتى يستطيع الناس أن يختاروا من يفيدهم ، ويقود البلد للافضل وهو يعرف جيداً أن أمره بيد هذا الشعب الذي أختاره فقط.
خاصة وأن هناك نسبة اكتفت بدور المتلقي من الاعلام المصري، وهناك جزء من هذه النسبة ليست جاهلة ولا بسيطة، فقط ارتاحت لهذا التفسير الزائف خوفاً من تغير ظروف عملها ، على الرغم من مشاهدته للناس يقدمون أرواحهم من أجل البلد......هو يخاف من اجل عمله والاخر خرج من أجل غداً أفضل، بصراحة أمر عجيب أن تلوم شخصاً يحاول أن يضعك على باب بيتك، وكأنما كتب على الثوار أن يحاولون إقناع الشعب بأنهم يعملون من أجل مصلحته.
فما هو تعليقك بالفعل على هذا الطرح الغريب بأن على الثوار أن يحاولون إقناع الشعب بأنهم يعملون من أجل مصلحته؟
سأتذكر المخرج الكبير عاطف الطيب رداً على هذا السؤال، في مشهد شهير في فيلم البرىء، وكان فيه أحمد زكي جندي الامن المركزي يحاول قتل صلاح قابيل المعتقل السياسي وهو يقول له " أنا باعمل كده لمصلحتك".
بما أنك ذكرت المخرج الكبير عاطف الطيب، فما هو رأيك في مستقبل السينما في مصر؟
اعتقد أنه ستتجه للأعلى، وسيرتفع مستواها، بعد أن انتهت سطوة الأب الملك، والزعيم الملك، والنجم الملك، وصار هذا عهداً بائداً، ولن يبحث الجمهور إلا عن العمل الجيد الذي يحترم عقله.
هل لديك مشاريع سينمائية جديدة بعدما أنهيت فيلم " كف القمر"، وهل سيكون أياً منها على الثورة؟
ليس هناك شيء محدد، بل مجرد مشاريع، ولكن ليس هناك أي شيء عن الثورة، لأنه يجب على كل فنان محترم لديه قدر من الوعي والمعرفة أن ينتظر ليستطيع إستيعاب هذه الثورة العظيمة، والاستثناء فقط هو عمل مسرحيات تناقش تداعيات الثورة ويومياتها، لأن المسرح يحتمل التسجيل، وكذلك بالطبع الأفلام التسجيلية، وغير هذا يعتبر متاجرة بدم الشهداء وركوب للموجة.
وماذا يرى صبري فواز في الغد؟
طوال الوقت كنت أري الغد أفضل وأحلى، وهذه الايام تأكدت من ذلك، على أن نتفق أننا لا نجرية عملية جراحية بسيطة مثل "اللوز"، بل عملية "قلب مفتوح" تحتاج بعد الوقت، وعلينا أن نحاذر جداً جداً من التلوث على الجرح.