لم تكتفِ سنة 2014 بكثرة وفياتها وأحزانها فقط، إنما يمكننا القول بضمير مستريح أنها من السنوات المتواضعة سينمائيًا بشكل كبير، بل ربما تكون من السنوات الضعيفة. وفي سنة متواضعة كهذه لابد وأن نجد الكثير من الإخفاقات السينمائية على جميع المستويات.
في مقالنا هذا سوف نلقي الضوء على أهم تلك الإخفاقات.
محاولة حديثة لإعادة أسطورة الرعب الشهيرة (فرانكنشتين) في ظل عصر ازدهار المؤثرات الحالي. الفيلم من بطولة آرون إيكهارت و إيفون ستراهوفسكي، ومن إخراج ستيوارت بيتي الذي ليس في جعبته سوى فيلم واحد لم يسمع عنه أحد. الفيلم لم يحقق أي نجاح يذكر في شباك الإيرادات، فمن ميزانية قدرها 65 مليون دولار، جمع إيرادات في أمريكا 19 مليون دولار، وجمع عالميا إيرادات حوالي 71 مليون دولار. ويكفي أن نقول إن الفيلم حاصل بجدارة على نسبة 3% من أراء النقاد في موقع Rotten Tomatoes.
إعادة جديدة لسلسلة (سلاحف النينجا) الشهيرة للاستفادة من هوس المؤثرات الحالي في فيلم live-action، هذا هو الجزء الأول من السلسلة من إخراج مايكل باي الذي تحت يديه أيضًا سلسلة Transformers. إعلانات الفيلم كانت مبشرة بوجبة سينمائية تجارية شيقة، لكن النتيجة جاءت محبطة للغاية لكل عشاق السلسلة من جميع النواحي، تصميم السلاحف أخرجهم وكأنهم وحوش وليس شخصيات ظريفة ومحببة لنا كما تعودنا، حبكة الفيلم - بل الفيلم كله - عبارة عن "كليشيه" كبير جدا، وليس ذلك فحسب، الفيلم محشو بالدعابات السمجة والمبتذلة التي قضت على البقية الباقية من الفيلم تمامًا. في الحقيقة يأتي الجزء الأول من السلسلة بنفس العنوان والذي تم إنتاجه في عام 1990 من إخراج ستيف بارون أفضل كثيرًا من هذا الفيلم رغم ضعف الإمكانيات البصرية والخاصة آن ذلك مقارنة بالوقت الحالي.
Transformers: Age of Extinction
مايكل باي يصر بشدة على تدمير السلسلة أكثر وأكثر مع كل فيلم جديد يخرجه، حيث أول ما قام به هو تغيير طاقم التمثيل بأكمله في هذا الجزء، حتى حميمية المشاهدين مع أبطال السلسلة حرمنا منها، لنبدأ مع أبطال جديدين، مما صعب المهمة عليه وعلينا. النتيجة كانت ما يقرب من ثلاث ساعات من مشاهد الحركة مع حبكة وكتابة ضعيفة للغاية، إضافة إلى أداء أقل من المتواضع من ممثلي الفيلم وأولهم مارك ويلبيرج. جدير بالذكر أيضًا أن الفيلم لم يحظ على إعجاب النقاد تمامًا، فقد حصل على نسبة 18% في موقع Rotten Tomatoes.
بدون أي مبالغة لو صنعت قائمة بأسوأ 10 أفلام في عام 2014 لابد أن يكون هذا الفيلم منهم، لو صنعت قائمة بأسوأ 10 أفلام في آخر 10 سنوات أو 20 سنة لابد أن يكون هذا الفيلم منها. وأنا الذي كنت أحسب الجزء الأول من السلسلة سيئًا، إلا أنه يعتبر بدون مبالغة The Godfather بالنسبة للجزء الثاني، على الأقل يمكنك أن تكمل الجزء الأول ثم تنتقد الفيلم كيفما تشاء، لكن الجزء الثاني أنت جالس في جحيم السينما – لو أن هناك مكانًا بهذا الاسم – وأنت تشاهده. فشل في كل شيء، الإخراج والمؤثرات والسيناريو والتمثيل، يا إلهي على سوء تمثيل جيمي فوكس! ما زلت على رأيي أن السلسلة الجديدة من Spider-Man لا تقارن بروعة السلسلة القديمة من إخراج سام ريمي، وأسوأ قرار اتخذته شركة سوني هو إعادة إنتاج السلسلة بهذه السرعة وبدون التحضير الجيد لها.
الفيلم من بطولة جوني ديب و ريبيكا هول، وهو دراما خيال علمي من إخراج والي فيستر. لا أكون مبالغًا عندما أقول إنني منذ أن شاهدت إعلان الفيلم وأنا مدرك بفشله، الإعلان أحد حلقات سلسلة جديدة من أساليب هوليوود الدعائية التي أعترض عليها شكلا وموضوعًا، حيث تكشف معظم أحداث الفيلم في الإعلان مما يسبب إحباطًا رهيبًا لمنتظريه. شاهدت الفيلم بالفعل ولم يخب ظني على الإطلاق، الفكرة جيدة نوعًا ما، لكن كل ما تبعها من تنفيذ وكتابة وتمثيل وإخراج محبط للغاية، الفيلم خيال علمي يتناول قضية مألوفة على مسامعنا وأفعالنا اليومية وفشل في منطقتها بكل السبل، وفجأة وبدون مقدمات ينقلب الفيلم إلى رومانسية غير مفهومة مع نهاية من أسوأ ما يكون. الفيلم كارثة بكل المقاييس في الإيرادات، حيث جمع في أمريكا 23 مليون دولار فقط، وعالميا جمع حوالي 103 مليون دولار. في الحقيقة لا أدري ما هو آخر فيلم ناجح لجوني ديب، الذاكرة لا تسعفني! لكن ربما يأتي الأمل من الفيلم المرتقب Into the Woods.
الجزء الثالث من سلسلة الحركة الشهيرة التي يقودها سيلفستر ستالون مع كوكبة ضخمة من نجوم أفلام الحركة، منهم جيسون ستاثام و أرنولد شوارزنيغر و جيت لي، وفي هذا الجزء تحديدًا انضم إلى الكوكبة ميل جيبسون في دور الشر الرئيسي و أنتونيو بانديراس و هاريسون فورد. أحد أهم مشاكل الفيلم هو خروجه بتقييم PG-13، مما جعله مليئًا بالمشاهد المبتورة من العنف والدماء، وأثر ذلك بشكل كبير على جودة الفيلم. عادة ما تلجأ شركات الإنتاج إلى تلك الحيلة لزيادة إيرادات الفيلم، لكن هذا الأمر لم يشفع للفيلم في دور العرض على الإطلاق، بل جاء بنتيجة عكسية، حيث إيرادات الفيلم في أمريكا لم تتجاوز 40 مليون دولار، وعالميا إيرادات الفيلم كانت حوالي 206 مليون دولار. وما ضرب الفيلم في مقتل أيضًا هو تهريب نسخة أصلية مُعَلَّمَة من الفيلم قبل ثلاثة أسابيع من نزول الفيلم في دور العرض.
الفيلم من بطولة نيكول كيدمان، ويحكي قصة حياة الممثلة الراحلة جريس كيلي التي اعتزلت الفن في عام 1956 وتزوجت من رينييه أمير موناكو. الفيلم كان من الأحداث السينمائية المنتظرة هذا العام لتناوله قصة أحد أهم وأحب ممثلات هوليوود في الحقبة الكلاسيكية، شارك الفيلم في أكثر من مهرجان لكنه خرج خالي الوفاض، ولم يحظ لا على رضا النقاد أو الجماهير بأي حال من الأحوال، بل أن العائلة الملكية لموناكو هاجمت الفيلم بشدة لبعده عن التفاصيل الحقيقية لحياة أميرتهم جريس كيلي.
واحد من الأفلام التي كان ينتظرها الجمهور بشغف شديد في 2014، يكفي كمية النجوم التي يزدحم بها الفيلم، كولين فاريل و لوسي غريفيث و راسل كرو و ويل سميث و جنيفر كونيلي وآخرون. الفيلم للأسف جاء مخيبًا للآمال على المستوى النقدي والجماهيري، كما لم يحقق أي إيرادات تذكر سواء على المستوى العالمي أو في أمريكا، ليستحق مكانه بجدارة وسط إخفاقات سنة 2014.
فيلم آخر ل نيكولاس كيج! هل تريد سببًا آخر؟ حسنًا، الفيلم حاصل على تقييم 3/10 على موقع IMDB، وحاصل على نسبة 2% من أراء النقاد على موقع Rotten Tomatoes.
الفيلم طُرح في دور العرض في أمريكا منذ عدة أيام، تحديدًا في 12 ديسمبر، والمؤشرات الأولى على المستوى النقدي والجماهيري تنذر بأنه سيكون أحد الكوارث السينمائية لسنة 2014. 38 ناقدًا فقط من أصل 138 على موقع Rotten Tomatoes منحوا الفيلم نقدًا إيجابيًا، أي بنسبة 28%، كما أن تقييمات الجمهور في المواقع المختلفة غير مبشرة بالمرة، ومبدئيًا بما أن الفيلم لم يحظ على رضا النقاد فقد خرج الفيلم من سباق الجوائز مبكرًا جدًا. الفيلم من إخراج وإنتاج ريدلي سكوت، ومن بطولة كريستيان بال و جويل إجيرتون، ويحكي قصة نبي الله موسى عليه السلام وصراعه مع فرعون مصر.