"اشتباك" فكرة بدأها شقيقي السيناريست خالد دياب، ووقتها كانت لدينا العديد من الأفكار المتنوعة بين الكوميديا والدراما نعمل عليها، ولكن منذ أن أطلعني عليها أعجبت بها للغاية وتحمست لها.
فسيارة الترحيلات يدور بداخلها أحداث العمل كانت فكرة ذكية للغاية من وجهة نظرنا الكتابية والإخراجية، لأن طوال الوقت يدخلها ناس ويخرج منها آخرون وهو ما يساعد في قتل الملل، وإلى جانب تحركها من مكان لمكان طوال الوقت فأصبحت شبابيك السيارة تذهب بنا إلى تنوع بصري، بالإضافة إلى اليوم الذي يتناوله أحداث العمل يوم مظاهرات فأصبح لديك أيضًا ما يخدم دارما الفيلم من أكشن وصراعات.
بالفعل فمنذ الوهلة الأولى كنا نعلم أننا وضعنا أنفسنا في تحديات كثيرة بدءًا من الكتابة، وهو كيف ستقدم أكثر من عشرين شخصية داخل مكان واحد، ويخرجوا مختلفين وكل منهم يمتلك مقومات شخصية فريدة به، لا يتشابه مع من حوله من باقي الشخصيات، ثم التحدي الإخراجي وكيف ستمر ساعة ونصف مدة الفيلم داخل موقع تصوير واحد دون أن تصيب المشاهد بملل.
وكان لدينا تخوف كبير من هذه المسألة، لأنه في النهاية أغلب الشخصيات في الفيلم لا تتحدث سوى عدد قليل من الجمل، وهنا الصعوبة أنك وقتها كمشاهد لن تستطيع أن تقف على الملامح الكاملة لهذه الشخصيات، وهو ما يتناقض مع أحد أهم مبادىء كتابة السيناريو الأساسية، والقائمة على خلق شخصيتن أو ثلاثة على الأكثر ، وتعريف الجمهور بكل جوانبهم حتى يبدأون في حبهم والتعاطف معهم، فهنا أنت أمام تحدي آخر أن تقدم للجمهور 25 شخصية وتجعل الجمهور يحبهم ويتعاطف معهم ويتعرف على طبيعة ملامحهم بالفيلم باستخدم عدد قليل جدًا من المشاهد والجمل.
وطول عمليات كتابة الفيلم كنا نطرح سؤال هل نقلل عدد شخصيات الفيلم! إلا أننا وصلنا في النهاية أن هذا أقل عدد يخدم الدراما التي يقدمها الفيلم ولا يمكن أن ننقصه عن ذلك.