في عملية اختياري لفريق تمثيل الفيلم راعيت عدة شروط أولها أن يكون الممثل بلغتنا العامية (لايق على الدور)، ثانيًا، بالإضافة إلى ذلك أن يكون الفنان متفرغ بشكل كامل خلال فترة الإعداد والتصوير للفيلم، لأننا قبل تصوير الفيلم بعام كامل أقمنا نموذج خشبي من عربة الترحيلات ودخلنا في بروفات لمدة 6 شهور، وهذا ما أوضح لي أيضًا الممثلين المؤمنين بشكل كبير بهذا المشروع السينمائي ويرغبون في المشاركة به.
أما العنصر الثالث الذي راعيته في اختيار ممثلين العمل، كان الاختلاف الشكلي والعمري والسني بين كل شخصية حتى لا يتشابه وتتشابك الشخصيات أمام الجمهور، لأن هناك مشاهد كثيرة مجمعة تشاهد بكادر واحد فيها أكثر من 30 ممثل، فكنت أكثر ما أهرب منه أن يقول المشاهد هل هذا الممثل هو من قال هذه الجملة أو غيره، لذلك راعينا هذا الجزئية كثيرًا.
بالتأكيد حدث ذلك وعدد من الفنانين الذين كانوا مرشحين لبطولة الفيلم اعتذروا عنه، ولكن في المقابل آخرون استطاعوا أن يروا أين سيكون هذا الفيلم بعد الانتهاء منه، فرغم أن الجمل الحوارية للممثلين صغيرة وقصيرة، إلا أنك متواجد طيلة أحداثه، وفي أوقات كثيرة مشهد واحد جديد للممثل يستطيع من خلاله أن يضع بصمته على فيلمٍ كاملٍ أمام الجمهور، بدليل شخصية "الراجل بتاع الكلب"، لا يقدم في الفيلم سوى ثلاث مشاهد فقط، ورغم ذلك كل من شاهد الفيلم حتى الآن يتذكر هذه الشخصية بشكل كبير، ورغم هذا أحترم كل من كان له وجهة نظر أخرى وفضّل عدم المشاركة في بطولته بسبب صغر مساحة الدور، في الوقت الذي حاربت فيه نجمة بحجم نيللي كريم، التي تعتبر من أهم نجمات مصر حاليًا، وصديقة عزيزة وكانت تعلم بهذا المشروع وتناقشنا سويا أكثر من مرة عنه، وفي أحدى المرات فوجئت بها تطلب مني أن أخلق الشخصية التي قدمتها في الفيلم، والتي لا يتخطى مشاهدها عن مشاهد فنانون شاركوا في بطولة العمل ويمثلون لأول مرة في مشوارهم، لأنها كانت من البداية تعي إلى أين سيصل هذا الفيلم.