الفيلم بالطبع تعرض لموجة من الهجوم والتشويه من البعض عليّ وعلى باقي صنّاعه، أضف إلى ذلك موقف الرقابة غير مفهوم، والتي أجازته في البداية، قبل مشاركة الفيلم في مهرجان "كان"، دون إبداء أية ملاحظات أو الاعتراض على أية جملة حوارية به، ولكن بعد الضجة التي أحدثها في المهرجان، أصروا واشترطوا على أن أضع جملة في تتر الفيلم، تحمل معنى سياسي، والفيلم من الأساس يحاول الهروب من السياسة، تلك الجملة تحتوي مشكلة سينمائية كبيرة، وتوجه من يشاهده من البداية إلى اتجاه ما، وهو ما رفضته لأن تلك ليست "سينما"، ورغم ذلك أسعدني قرار الرقابة بإيجازها عرض الفيلم دون أية ملاحظات أخرى ولكن أزعجني التباطؤ في التصاريح بالإضافة إلى عدم موافقتها على بوستر الفيلم الرسمي، الذي صممه الفنان العالمي أحمد عماد، حتى قبل ساعات قليلة من طرح الفيلم بالسينمات.
إلى جانب انسحاب موزع الفيلم قبل أيام من بدء عرضه، كما أن بوسترات الفيلم لا تضعها كل السينمات للدعاية، وإبلاغ الجمهور أن العمل متواجد بهذه السينمات، كل هذه الأمور كان يجب أن تأخذني إلى التفكير أن هناك من خطط، وقرر أنه لا يجب أن نمنع طرح هذا الفيلم حتى لا يحدث لنا فضيحة دولية، ولكن أمام هذا سنوجده مدفون بالسينمات بدون موزع، فيتواجد بدور العرض 3 أو 4 أيام، ثم يسحب بحجة ضعف الإقبال الجماهيري عليه.
الكوميدي في الأمر أن جميع من شاهد الفيلم حتى الآن يدرك أن العمل ليس في صف أي فصيل أو فكر سياسي، وليس عن الواقع السياسي من الأساس، الفيلم يرصد الهيستريا التي أصابت الشارع المصري، ولا أعتقد أن هناك مصري عاقل يؤيد تلك الحالة من الغضب والجنون والفوضى.