يصدم سعيد الضابط بشرطة الآداب في بدء خدمته بقرار رئيسه بحفظ التحقيق في قضية علية هانم لصلتها بالمسئولين ويتحول إلى شخص جامد المشاعر. وعندما يدلي المرشد سيد للضابط بمعلومات تفيد أن بعض العاملات يترددن...اقرأ المزيد على شقة ويمارسن الهوى، يحاول بكل السبل الممكنة إثبات التهمة عليهم ولو بالزور.
يصدم سعيد الضابط بشرطة الآداب في بدء خدمته بقرار رئيسه بحفظ التحقيق في قضية علية هانم لصلتها بالمسئولين ويتحول إلى شخص جامد المشاعر. وعندما يدلي المرشد سيد للضابط بمعلومات تفيد أن...اقرأ المزيد بعض العاملات يترددن على شقة ويمارسن الهوى، يحاول بكل السبل الممكنة إثبات التهمة عليهم ولو بالزور.
المزيدتعرض ضابط الآداب المقدم سعيد ابو الهدى(صلاح السعدنى)لموقف غريب فى بداية حياته المهنية، إذ قام بضبط شبكة دعارة بقيادة القوادة عليه (تغريد البشبيشى)، وكانت الواقعة مكتملة الأركان،...اقرأ المزيد ولكن بمجرد وصولهم لإدارة الآداب، تدخل احد العناصر الأمنية الأعلى رتبة من سعيد، وجعله ينهى القضية ويفرج عن المقبوض عليهن، ويعتذر لعليه هانم التى نعتها بأنها قوادة، وألقت هذه الحادثة بظلالها على سلوك المقدم سعيد الذى اعتبر تعامله مع ممارسات الدعارة، تار بايت، حتى انه استغل غياب مدير مكتب الاداب(عبد الجواد متولى) فى اجازة ورأس المكتب، وطلب من سيد النونو (وحيد سيف) صاحب قضية الاداب السابق، ان يمده بمعلومات عن العاهرات المترددات على مطعم وسط البلد الذى يعمل فيه جرسونا، وبالطبع لم يفشى النونو اسرار زبائنه من العاهرات، بل دل الضابط على ٣ فتيات يترددن يوميا على المطعم ومعهن رجل، وانتهت مهمته عند هذا الحد، ليتولى المخبر مدكور (محمودالعراقى) مراقبة المجموعة وجمع التحريات، وكانت المجموعة من الموظفين الذين يعملون بوسط البلد على فترتين بينهما ٤ ساعات راحة، يقضونها فى التسكع وسط البلد لعدم قدرتهم على العودة لمنازلهم لبعدها، فكانت الاولى مديحه(مديحه كامل) المطلقة التى تعمل فى مكتب كبير للآلة الكاتبة، وتسكن فى المقابر، والثانية رجاء (سلوى عثمان) آنسة تعمل فى مكتب للإنتاج السينمائى، وتعرف مديحة على بعض كتاب السيناريو، الذين يطلبون منها كتابة سيناريوهاتهم على الآلة الكاتبة بمنزلها كعمل اضافى، والثالثة عايده (ألفت إمام) الانسة التى تدير عيادة الدكتور حلمى سرور (يوسف داود) وتسكن فى نزلة السمان، وكان الرجل الذى يرافقهم الموظف بوسط البلد كمال (احمد بدير) يرغب فى الزواج من مدام مديحة، ولجأ للحاج رشاد (فريد شوقى) زميل مديحة فى المكتب، ليساعده على الاقتراب من مديحة، والذى استغل امتلاك كمال لشقة وسط البلد، ورث إيجارها من عمه المتوفى، وحصل على حكم محكمة بعد محاولة صاحب المنزل طرده، وطلب الحاج رشاد عمل عزومة سمك للشلة حتى ترى مديحه الشقة وتوافق على الزواج، وأثناء تناولهم الطعام ومعهم شريف (شوقى شامخ) صديق كمال، هجم بوليس الاداب على الشقة، وقبض على الجميع وقادهم للإدارة بتهمة الدعارة، وبطريقة غريبة زيف المقدم سعيد الحقائق، ليظهر البنات عاهرات، واستغل خوف الحاج رشاد وشريف من الفضيحة، ليوافقوا على اعتبارهم شهود، ويوقعوا على المحاضر التى كتبها بنفسه، ولم تستدعى النيابة الشهود وقدمت المتهمين للمحاكمة، وبمنتهى البساطة تمكن المحامى (على الغندور) من إقناع القاضى (سعيد طرابيك) بالبراءة، ولكنها براءة من القانون، أما امام الرأى العام فهن عاهرات، ولن تنمحى تلك التهمة من جبينهم، وسيظل لهن ملفا فى الاداب.
المزيديُعد المخرج الكبير عاطف الطيب أحد أبرز فرسان السينما الواقعية في مصر، إذ حمل على عاتقه طوال مشواره الفني هموم المجتمع، وحرص على تقديم أعمال تُمثل نبض الشارع وقضايا البسطاء. ومن خلال أدواته السينمائية المتقنة، استطاع أن يصوغ رؤيته الخاصة، التي ارتكزت دومًا على كشف المسكوت عنه، ومساءلة السلطة، وتسليط الضوء على معاناة المواطن العادي. قدم الطيب عددًا من الأعمال التي أصبحت علامات في السينما المصرية مثل "سواق الأتوبيس", "البريء", و*"ليلة ساخنة"*. وفي فيلمه "ملف في الآداب"، الذي كتب له السيناريو وحيد...اقرأ المزيد حامد في ثالث تعاون بينهما، يتناول قضية شائكة ترتبط بـ صورة الأمان في جهاز الأمن، وعلاقة المواطن بالسلطة، والحاكم بالمحكوم. تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الموظفين البسطاء، يجتمعون على غداء بسيط في منزل أحدهم الذي يرغب في الزواج من إحدى الزميلات، ليتحول هذا اللقاء الودي إلى كابوس بعد أن تقتحم الشرطة المكان، ويتم القبض عليهم بتهمة الدعارة وممارسة الرذيلة. من هنا تبدأ رحلة مريرة لإثبات براءتهم، ويُبرز الطيب من خلال عدسته كيف يتعامل ضابط الشرطة الفاشل (الذي يجسده ببراعة صلاح السعدني) مع المتهمين، مستخدمًا سلطته لتلفيق الاتهامات، مستغلًا خوفهم من الفضيحة، دون مراعاة للعدالة أو للبعد الإنساني. الفيلم يطرح سؤالًا خطيرًا: كيف يمكن لجهاز يُفترض أنه مصدر الأمان أن يتحول إلى مصدر للخوف؟ ويضع المشاهد أمام مأزق أخلاقي وقانوني، حيث يُستخدم القانون نفسه في قهر الأبرياء، لا أدوات التعذيب المعتادة، بل سطوة "الملف" والتشويه. أما سيناريو وحيد حامد، فجاء محكمًا، يخلق تعاطفًا حقيقيًا مع الشخصيات، من خلال حوار شديد الذكاء، يُبرز التأثير النفسي والاجتماعي العميق الذي يُخلفه مثل هذا النوع من الاتهامات الكاذبة. فحتى بعد صدور حكم البراءة، تبقى الوصمة لا تُمحى، إذ يُسجل في ملف كل متهم أنه كان موضوعًا في تحقيق بخصوص "الآداب". ويُجسد هذا المعنى ببراعة مشهد المحاكمة الذي تؤديه مديحة كامل، حيث تلعب دور امرأة مطلقة، تحلم بحياة كريمة، لكنها تنهار باكية رغم البراءة، مؤكدة أن وجود اسمها في ملف "الآداب" كفيل بإنهاء أي فرصة في حياة طبيعية، واصفة ذلك بأنه وصمة لا يمحوها حتى الموت. إنه فيلم ذو فكرة قوية وجديدة آنذاك، قُدم من خلال تعبير سينمائي بليغ، وصورة مشحونة بالدلالات، ليُسجل علامة فارقة في سينما عاطف الطيب، الذي لم يكن يُهادن السلطة، بل واجهها بعدسته، وبمساندة قلم لا يقل جرأة هو وحيد حامد.