تدور الأحداث حول الكعبة المشرفة وتاريخ بنائها في عهد آدم عليه السلام، وعزازيل الذي إقترن بالجنية لظي وفشلت محاولاته في إغواء البشر، حتى توفى آدم والصالحون همود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، فبنى الناس تماثيل لهم وقاموا بعبادتها.
مات نوح وأتي من بعده هود وصالح وإبراهيم في عهد الملك النمرود الذي نصب نفسه إلهاً، واضطر إبراهيم للتوجه وزوجته سارة إلي الشام فجاربوا الكنعانين الذين بدورهم استعانوا بفرعون وأخذت سارة من السبايا.
أطلق فرعون سراح هاجر وسارة، وتزوج إبراهيم من هاجر لعقم سارة فأنجبت له إسماعيل، وتركها وولدها فطافت سبعة أشواط بين الصفا والمروة حتي انفجرت عين زمزم بجانبها، ثم أنجب إسحاق من سارة، وأٌمر إبراهيم بذبح إسماعيل فافتداه رب العالمين بكبش من السماء.
بدأ إبراهيم وإسماعيل في بناء الكعبة من جديد، ففقد إبليس القدرة على الإبصار، وأتي جبريل إسماعيل بالحجر الأسعد ليثّبت في الكعبة ويبدأ الناس الطواف منه، وتم إنهاء بناء الكعبة وسميت القرية بمكة وبدأ الناس الحج، وتوفيت سارة وهاجر، وعاد لإبليس بصره.
أصبح إسماعيل نبي في رحلة التهامة واليمن لنشر الرسالة وترك ابنه، وتوفى إبراهيم إثر مرضه، وتوفى إسماعيل وما زال الخلاف قائما بين العمالقة والجراهمة بتدخل إبليس ونسله لسفك الدماء ببيت الله الحرام.
ألت الولاية لمضاض كبير الجراهمة، ورودت الشائعات لزرع الفتنة بين الكبيرين، وانتصر الجراهمة وسفكت الدماء على أرض الحرم، وتفرق أبناء إسماعيل خوفاً من الفتنة، ونجح إبليس في ضم الأصنام للكعبة.
عاد أبناء إسماعيل ليروا الانتهاكات التي تمت بالكعبة على يد عمرو ابن الجراهمة، وانهارت معظم الكعبة بسبب المطر الغزير، وأرغم أبناء إسماعيل - الجراهمة ترك ولاية الكعبة للحارث الذي انتهج نهج أبيه، وساءت الأحوال وأصبح التجار يكيلون الموازين.
هرب الحارث بعدما انتفض أبناء إسماعيل عليه، وولى سهل ولاية الكعبة، ووسوس له الشيطان ليترك الأصنام بالكعبة فصدقه، وقام بزرع الفتنة بقلبه تجاه أصدقائه، وجفت عين زمزم، وتراجع سهل عن وعده بتطهير الكعبة من الأصنام.
استبد سهل بعدما انصاع لأوامر إبليس ونسله، ونشر الفساد والفجور بمكة، وتجمع كل أبناء إسماعيل من جميع القبائل، وتجمعوا جميعاً بقبيلة قريش بقيادة ندر زعيم أبناء إسماعيل، وأقنع الأحبار الملك تُبع بدخول مكة وتمت كسوتها.
ذهب تُبعة إلي اليمن للدعوة للتوحيد وأثبت لهم ضلالهم بعبادة النار، ووسوس الشيطان لزُرعة إبن تبعة لينشر اليهودية وينقلب على الجميع، وبعث عيسي إبن مريم لنشر دين جديد، وقتل زُرعة كل من كان يقف أمامه.
تولي قصي قيادة قبيلة قريش، ويظهر كيمون رجلاً نصرانياً هرب من الروم فقبض عليه إبليس وباعه كعبد لتاجر يدعى شهاب، واستطاع كيمون نشر النصرانية في بلدته، فعلم الملك ذو نواس بذلك وهجم على بلدتهم لإحراقهم.
تولى عبد الدار ولاية قريش بعد وفاة قصي، وزرع إبليس الفتنة بينه وبين إخوته، ولجأ صالح النصراني للنجاشي ملك الحبشة ليفتك بجيش ذو نواس، فأرسل عرياط وإبرهة وانتصروا ونجح إبليس بجعلهم يتقاتلون وتوفى عرياط وأصبح إبرهة حاكم اليمن.
أقنع إبليس - إبرهة ببناء قوليس لتكون نداً للكعبة، وتولى عبدالمطلب ولاية الكعبة، ونجح في حفر زمزم، وندر أن يتزوج لينجب عشرة أبناء، ويذبح أحدهم بعد ولادة العشرة، وقعت القرعة علي عبدالله ولكنه تراجع بعدما علم من السحرة أنه سيكون له شأناً كبيراً.
تزوج عبدالله من أمنة، وزحف أبرهة بجيشه إلي الكعبة لهدمها، وسافر عبدالله إلي يثرب للتجارة وتوفى إثر مرضه، وولدت أمنة - محمد، وأرسل الله طيراً أبابيل وقُتل جيش أبرهة، ومازال أبي لهب يجلب العار لأبيه عبدالمطلب بشربه للخمر وسرقته ذهب الكعبة.
تنبأ الأحبار والرهبان بأن محمد نبي الأمة، وهطلت الأمطار بعدما جفت الأرض ببركة سيد الخلق، وتوفيت أمنة بيثرب، وتولة أبا طالب زعامة قريش بعد وفاة عبدالمطلب.
نجح إبليس في جعل معظم كبار قريش صدقون بإدعاء محمد النبوة، ولقب محمد بالصادق الأمين، وتزوج من خديجة وأنجبا أربعة فتيات، وحرقت كسوة الكعبة خطئاً فرأى أبا طالب هدمها وبناءها من جديد وخالفه أبا الحكم بترميمها فقط.
هطلت الأمطار فهدمت ما تبقى من جدران الكعبة، وتشارك الجميع في بناء الكعبة، وباءت محاولت إبليس لتعطيل البناء بالفشل، ويستقر سيد الخلق بغار حراء.
يفاجأ الجميع بإنقلاب التماثيل رأساً علي عقب، ونبأ محمد ونزل عليه جبريل فعلمه الصلاة، وأسلمت خديجه وعلي وتزداد الأعداد سراً يوماً بعد يوم.
يتآمر على محمد الكثير وعلى رأسهم أبا الحكم، وأسلم بلال وأبي بكر وعثمان وغيرهم، ورفض أبي طالب قتل محمد ولكنه لم يسلم، وباءت محاولة أبا الحكم لقتل محمد بالفشل، وتوفى الوليد بن المغيرة، ورفض ابنه خالد الاشتراك في تعذيب المسلمين.
دخل حمزة وعمر بن الخطاب الإسلام، وفرض الحصار على المسلمين لسنوات بصحيفة كتبها ابن الحارث وعلقها على الكعبة فشُلت يداه وسقطت الصحيفة، وتوفى أبي طالب وخديجة، ولم يصدقّوا الكفار برحلة الإسراء، واستجاب الأوس والخزرج للدعوة.
زف أهل يثرب محمد بعد هجرته إليها، وأمر الله بتحويل القبلة نحو الكعبة، وهجم أبي جهل على يثرب وقُتل وانتصر المسلمون، ونجح الحبشي في قتل حمزة وسلم كبده إلي هند وندم بعد ذلك، وانتصر خالد في غزوة بدر على المسلمين.
أمر محمد بحفر خندق حول المدينة، واتحدت قبائل قريش ضد محمد فهزم الله الأحزاب وسخّر عليهم الرياح، وانتصر محمد على يهود يثرب وأسام ثمامة سيد اليمامة، وأمر محمد ثمامة بإرسال الطعام لقريش لما تتضور به من جوع، وذهب محمد والمسلمين لمكة للعمرة.
عاد المسلمون للمدينة بعد صلح الحديبية، وأسلم معاوية وأبيه وعمرو وخالد وهند، وعاد المسلمون ومحمد لمكة للعمرة، وتسلم محمد الحجر الأسود، ومنح مفتاح الكعبة لعثمان بن طلحة، وأطلق لقب سيف الله على خالد، وتخلصوا من عكرمة وصفوان.
أسلم عكرمة وصفوان، وبايع رسول الله النساء، واعتزم محمد الحج بعد مكوث تسع سنوات بدون حج، وعلمهم محمد تعاليم الحج وأركانه.
طاف محمد بقومه طواف الوداع قبل العودة للمدينة، ووسوس إبليس لزرع الحقد في نفس أبي سوفيان ليتولي الخلافة من بعد محمد فنهره الجميع، وتوفى رسول الله، وبايع الجميع أبو بكر بعدما حاول إبليس زرع الفتن في نفوسهم.
جعل الصديق القضاء بيد عمرو، وجعل أبي عبيدة علي بيت مال المسلمين، وتولي زيد بن ثابت جمع القرآن بمصحف، وتوالت الفتوحات، وتوفى الصديق ومن بعده الخطاب ثم عثمان ثم معاوية، وبايع ابنه يزيد، وخالفه عبدالله بن الزبير وسفكت الدماء.
تولى عبدالملك بن الحكم خلافة الشام، وحارب جيش الشام بقيادة الحسين بن نمير أرض الحجاز بالمجانيق والنيران فهدمت الكعبة، وبناها من جديد أمير المسلمين عبدالله بن الزبير، واستعد الحجاج بن يوسف بأمر من عبدالملك بانتزاع الخلافة من بن الزبير.
توفى عبدالله بن الزبير بعد حصار جيش عبدالملك لمكة، وأمر عبدالملك - الحجاج بهدم الكعبة وبناءها كيفما كانت في عهد إسماعيل، وسرعان ما ندم علي ذلك بعدما قابل الحارث بن ربيعة وأخبره أن البناء الذي هدمه كان بوصاية من محمد.
حذر العلماء عبدالملك من هدم الكعبة مجدداً، وباءت محاولة إبليس بزرع الفتنة بقلب عبدالملك تجاه علمائه بالفشل، ووسوس إبليس لأبو طاهر القرمطي لبناء جهر نداً للكعبة وسرقة الحجر الأسود ونجح بذلك.
سرق صنبر الحجر وظل بعيداً عن الكعبة عشرون عاماً وأرغم على إعادته، وسقط سائلاً ملحياً من السماء وهدم الكعبة، فأستعان الأمير مسعود العلماء ونصحوه ببناءها من جديد، وباءت محاولات إبليس لسرقة الحجر بالفشل وتم توسعة الحرم.