من قلب جزيرة الدهب التي لا يملك سكانها شيء سوى الفقر يشب تاجر مخدرات ذو سُلطة ومال بعد أن كان الفقر رفيق دربه. يرصد الفيلم قصة شخصيات متداخلة ومتشابكة ببعضها البعض وهم فتاتان : أحلام (درة) ونادية (مي...اقرأ المزيد سليم). في حياة أحلام رجل (هاني عادل) يمثل لها كل شيء من الحب والحنان ولكن الظروف تمنع تتويج هذا الحب. يكشف الفيلم الكثير من التعقيدات ويلقى الضوء على كثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
من قلب جزيرة الدهب التي لا يملك سكانها شيء سوى الفقر يشب تاجر مخدرات ذو سُلطة ومال بعد أن كان الفقر رفيق دربه. يرصد الفيلم قصة شخصيات متداخلة ومتشابكة ببعضها البعض وهم فتاتان :...اقرأ المزيد أحلام (درة) ونادية (مي سليم). في حياة أحلام رجل (هاني عادل) يمثل لها كل شيء من الحب والحنان ولكن الظروف تمنع تتويج هذا الحب. يكشف الفيلم الكثير من التعقيدات ويلقى الضوء على كثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
المزيدبجزيرة معزولة وسط النيل يعيش أهلها مهمشين فى فاقة وبطالة، يتطلعون للرزق على الضفة المقابلة من النهر حيث الزحام والصخب، وتتشابك المصالح والعلاقات بين اهل الجزيرة، فنجد ثلاثة من...اقرأ المزيد الأصدقاء تربوا صغارا معا،وتقطعت بهم السبل فسار كل منهم فى طريق ليلتقوا فى النهاية، فالأول منصور (محمد على) الذى عمل غفيرا فى احد المصانع، وبسبب الكساد تم الاستغناء عنه ليلجأ لتجارة المخدرات لتعينه اولا ماديا ليعيش ويساعد اخته وابنتها الصغيرة حيث ان زوجها عاطلا، وثانيا ليشعر بالقوة ويخاف الناس منه، وتحسنت احواله المادية وخاف الناس منه، ولكنه لم يشعر بالأمان، وأيقن ان نهايته لن تكون سعيدة، ولكنه يستغلها ليتمتع ببعض الايام، والثانى كان حسين (احمد صفوت) الذى احب جارته ايمان (إنجى المقدم) ولكن والدهارفضه لأنه فقير لايقدر على فتح بيت، وتزوجت إيمان من رجل ميسور الحال، بينما سافر حسين للخليج حيث عمل هناك وجمع مالا وتزوج فى الإجازة من نادية(مى سليم) التى لايشعر نحوها بأى عاطفة، وانجب إبنته ضحى(مريم تامر)وبعد٣ سنوات غربة علم ان ناديه تم طلاقها فعاد للجزيرة بعد تيسر حالته المادية، وخرج من عنق الزجاجة، ليجد صديقه منصور اصبح تاجرا للمخدرات وأن صديقه الثالث فارس (هانى عادل)الذى يعيش مع امه(لمياء الامير) وأخيه الصغير،واكتفى بالعمل حارس للأمن على الجانب الاخر من النهر، وانه يحب اخته احلام(دره) التى تعمل فى محل كوافير ايضا على الجانب الاخر، ولكن حسين رفض بشدة ان يقترن فارس بأخته احلام وذلك لفقره وعدم قدرته على فتح بيت، بالضبط كما حدث له مع حبيبته ايمان، ولكن فارس واحلام لم يستسلما، كما استسلم حسين من قبل، وحاربا من أجل حبهما، مما دفع حسين لأن يضحى بعمله فى الخليج من اجل اخته وصديقه، ويرسل فارس ليحل محله، ويمنحه حقيبته ليحزم فيها متاعه، ويتمكن فارس من تجهيز بيت الزوجية ويتشاحن مع احلام على الأجهزة الكهربائية والكماليات، بينما تنازعت مشاعر حسين مابين حبيبته التى طلقت واصبح هو ميسور الحال ويستطيع الاقتران بها، وبين زوجته ناديه وإبنته ضحى، وأخيرا استقر على الرضاء بقسمته واستأجر محلا ليستغله فى تجارة تعينه على الحياة مع زوجته وابنته، ولما رأى منصور ان مشاكل حسين وفارس قد حلت بالسفر، ترك تجارة المخدرات واستعار حقيبة السفر التى سافر بها حسين وفارس، وحزم متاعه واتجه للمطار. (المعدية)
المزيديُعد هذا الفيلم أول تعاون سينمائي يجمع درة ومي سليم.
المُعَدِّيَةُ في اللغة العربية هي «الزورق الصغير أو المَرْكب الذي يُعْبَر عليه من شاطئ إلى شاطئ». وهو الاسم الذي اختاره عطية أمين عنواناً لتجربته الإخراجية الأولى،بعد دراسته فن التحريك في «المعهد العالي للسينما»،وإبداعه في مجال المؤثرات والخدع البصرية،فالعنوان الذي كتبه محمد رفعت (صاحب أفلام : «كشف حساب»،« جوبا »،«آخر الدنيا» و«انت عمري») هو «فارس أحلام» في إشارة إلى قصة الحب التي جمعت بين الشاب «فارس» والفتاة «أحلام» لكن عطية أمين كان أكثر حصافة عندما استقر على عنوان «المُعَدِّيَةُ»،كونها...اقرأ المزيد الجسر الذي يربط بين عالمين متناقضين؛أولهما مُهمش يعاني أهله الفاقة والبطالة في جزيرة معزولة،والثاني متحضر سمته الصخب والضجيج والزحام لكنه يمثل الأمل لشباب الجزيرة في الخروج من النفق المظلم،وتحقيق الأحلام المجهضة ! على إيقاع موسيقى ناعمة (خالد الكمار وأحمد مصطفى) راحت الفتاة «أحلام» ـ دُرة ـ تتهادى في الحواري الضيقة التي تنطق بالبؤس والعوز في طريقها إلى «المُعَدِّيَةُ»،التي تقلها إلى عملها في محل الكوافير،وعلى الشاطئ تلتقي فتاها «فارس» ـ هاني عادل ـ العائد من نوبتجيته الليلية كحارس أمن،وعلى نفس الوتيرة الهادئة تستعرض الكاميرا (رءوف عبد العزيز) واقع الجزيرة،التي يقتلها الفقر،وأهلها الذين يقدمهم الفيلم بوصفهم ضحايا هزمتهم أحلامهم؛فالبطلة تُدعى «أحلام» لكنها عاجزة عن تحقيق حلم الارتباط الشرعي بفتاها،وشقيقها «حسين» ـ أحمد صفوت ـ عاد من غربة،دامت ثلاث سنوات،مهزوماً يجر أذيال الخيبة،يحمل مشاعر فاترة حيال زوجته «نادية» ـ مي سليم ـ وابنته «ضحى» التي تخشاه،ولا تشعر أنه أباها،وقسوة على شقيقته التي يرفض زواجها من صديقه «فارس»،بحجة فقره وعجزه عن تكوين نفسه،وكأنه يُرد الصفعة،حسبما واجهته شقيقته، التي تلقاها يوماً من أهل فتاته «إيمان» ـ انجي المقدم ـ الذين رفضوه،وأرغموها على الزواج من غيره،وانتهى الأمر بطلاقها بينما قادت الظروف القاسية الصديق الثالث «منصور» ـ محمد علي ـ إلى الهاوية،بعد أن تحول إلي الاتجار في المخدرات والنساء وسرقة السيارات فيما تقف الأم ـ لمياء الأمير ـ مغلوبة على أمرها وابنها «فارس» يقرر تركها،وشقيقه الأصغر،ليتلظي في نار الغربة ! صورة مأساوية رأينا من خلالها،وعبر 98 دقيقة،ضحايا مجتمع أغلقت أبواب الأمل في وجوههم،وواقع يبعث على الشفقة والرثاء،نجح المخرج عطية أمين في تجسيدها على الشاشة بإيقاع دقيق ومتماسك (مونتاج داليا الناصر)،باستثناء مشاهد ما قبل النهاية،واجتهاد واضح في توظيف العناصر الفنية،كالصورة (الكاميرا تقترب من البطلة فتكشف أوجاعها من دون كلمة واحدة والأغصان اليابسة في الخلفية تعكس قسوة وجفاف الواقع) والإضاءة (القمر نصف المُضيء يهبط من السماء ويُعري حال الشخصيات بينما الضوء الخافت يعكس بؤس الحارة)،والأغنيات تُعلق على المواقف الدرامية ( شادية تغني "اتعودت عليك" وفايزة أحمد تترنم "ياما انت واحشني" بينما تشدو أم كلثوم "كان لك معايا أجمل حكاية" ويبتهل النقشبندي "ماشي بنور الله") وعلى النقيض جاءت أغنية «بتوحشني»،التي كتبها محمد سرحان ولحنها إيهاب عبد الواحد وغناها حسام حبيب،خارج السياق،ولا مبرر لوجودها ! حالف التوفيق المخرج في الاستعانة بمهندس ديكور نابه (حمدي عبد الرحيم) وستايلست موهوبة (مروه عبد السميع) أضفيا مصداقية وواقعية على الأحداث،واختار توليفة غير تقليدية من الممثلين (درة مع هاني عادل،أحمد صفوت،مي سليم ومحمد علي) نجحت في التعبير عن أزمة جيل عجز عن مجاراة الواقع،والعبور إلى الشاطئ الآخر،لكن جانبه التوفيق في اختيار عزت أبو عوف في دور الصعيدي؛إذ لم يتقن اللهجة،وبدا مستعاراً شكلاً،ومضموناً،فيما يتحمل الكاتب محمد رفعت مسئولية الزج غير المبرر بشخصية المسيحية «ايفون» ـ سلوى محمد علي ـ وطقوس الزواج في الكنيسة،كما يتحمل مسئولية الحوار الذي يتناقض والثقافة المحدودة،والخلفية البسيطة،للشخصيات،لكنه يستحق الثناء لإيجازه في توصيل رسائل غير مباشرة عن تسريح العمال نتيجة الكساد الاقتصادي،وأصحاب رأس المال غلاظ القلوب،والخوف الذي يدفع صاحبه إلى الالتجاء إلى القوة ليخفي ضعفه،والمجتمع المتناقض الذي يرفض الحب في العلن،ويشجع من يرتكب الإثم في الخفاء ! مثلما جاء فيلم «المُعَدِّيَةُ» مُغايراً لتوقعي،وانطباعي السلبي الذي تكون،نتيجة استياء عدد من النقاد من الفيلم،عقب عرضه في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي،جاءت النهاية بمثابة المفاجأة غير المتوقعة التي تكشف اجتهاداً في التناول،وطزاجة في توظيف العناصر الفنية،وهو ما يُحسب للمخرج،في تجربته الأولى،وللشركة المنتجة التي اختارت الاحترام شعاراً لباكورة إنتاجها .
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
في "المعدية"... ما هو حاصل جمع فارس + أحلام؟ | Mahmoud Radi | 0/0 | 8 ابريل 2014 |