عاش أحمد زكى......البرىء

  • مقال
  • 03:16 صباحًا - 26 مارس 2011
  • 5 صور



صورة 1 / 5:
أحمد زكى في هو وهي
صورة 2 / 5:
أحمد زكى
صورة 3 / 5:
أحمد زكى ومنى زكي في السادات
صورة 4 / 5:
أحمد زكى في معال الوزير
صورة 5 / 5:
أحمد زكى

27 مارس 2005 يوم لن يمحى من الذاكرة إنه اليوم الذى رحل فيه الفنان العملاق أحمد زكى الذى لم تستطع الآلقاب أن تصفه أو تتعلق به فهو أبرز ممثلي مصر منذ السبعينات حتى الآن و هو الذى لم يختلف على موهبته كل منافسيه من نجوم أخرين و هو الذى بكى فى رحيله مصر كلها
و نحن اليوم نحتفى بذكرى رحيله السادسة دون أن نلحظ إختفائه من المشهد الفنى فمازالت أعماله نراها و ندرسها و نحللها و نعيد تأويلها بحسب الموقف الراهن فاليوم و بعد ست سنوات كاملة لاتزال أعمال زكى تتزعم المشهد السياسى المصرى بعد الثورة التى لو تغيرت الآقدار لكان أول من شارك فيها
فمن منا ينسى فيلم البرىء رائعة وحيد حامد و عاطف الطيب ذلك الذى جسد فيه المجند المخدوع الذى يعذب أصحاب الرأى ظناً منه أنهم أعداء الوطن و أنه بذلك يقدم خدمة لمصر أو ضد الحكومة أو الهروبأو زوجة رجل مهم أو البداية .

بدايات متعثرة :
قد لايعرف الكثيرين أن أحمد زكى واجه صعوبات كثيرة فى بداية طريقه الفنى فقد رسب أكثر من مرة فى إمتحان القبول بمعهد الفنون المسرحية و قد قال هو شخصياً عن ذلك أن الآعضاء اللجنة كانوا يتجاهلونه و يتحدثون فيما بينهم بينما هو يؤدى دوراً أمامهم
لكن الالتحاق بالمعهد و التفوق فيه لم يكن نهاية المطاف فقد رفض الكثير من المخريجين و المنتجين التعاقد معه بحجة أنه لا يحمل مواصفات فتى الشاشة فهو أسمر هزيل الجسد لا يحمل قدراً من الوسامة المطلوبة و لم يكن نصيبه فى السنوات الآولى سوى أدوار هامشية ثانوية لم يكن له رأى فى إختيارها
فقدم أدواراً بسيطة فى عدد من المسرحيات مع سعيد صالح منها هاللو شلبى و مدرسة المشاغبين و رغم سطوة البعد التجارى على هذه العروض و إعتمادها على الكوميديا اللفظية إلا أن أحمد زكى إستطاع أن يتنفس تمثيلياً وسط هذا الزحام و يعبر عن نفسه.

التليفزيون :
لم تكن السينما جاهزة بعد لإستقبال أحمد زكى فقدم عدد من الآدوار البسيطة تليفيزنياً مثل أدواره فى مسلسلات " اللسان المر" " الغضب" و " الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين" و " أنهار الملح" و " أيام من الماضي" حتى جاء ترشيحه من قبل المخرج الكبير يحيى العلمى لتجسيد شخصية طه حسينفى مسلسل الآيام و ذلك بعد إعتذار محمود ياسين و نور الشريف و عزت العلايلى عنه و رغم رفض الجهات الإنتاجية فى البداية بحجة أن أحمد زكى غير جاهز لآداء دور البطولة لمسلسل بهذا الحجم إلى أنه أمام إصرار يحيى العلمى فاز أحمد زكى بالدور الذى حقق له شهرة و نجاح و جوائز و الآهم أنه رد على كل المشككين فى موهبته الفذة
و فى معرض حديثنا عن أعمال أحمد زكى التليفزيونية لا يمكن أن ننسى دوره فى مسلسل هو و هى الشهير الذى كتبه صلاح جاهين و شاركته البطولة سعاد حسنى فى أخر أعمالها التليفزيونية و كذلك الفيلم التليفزيونى انا لا أكذب ولكنى أتجمل .

السينما
قدم أحمد زكى للسينما 77 فيلم تلون فيهم بكل الآلوان فقدم أفلام الحركة و التشويق مثلما فعل فى الإمبراطور و الباشا و رائعته الهروب و قدم الكوميديا فى البيه البواب و أربعة فى مهمة رسمية و قدم النقد الإجتماعى فى إضحك الصورة تطلع حلوة البيضة و الحجر و زوجة رجل مهم الذى رفضته الجهات الرقابية أكثر من مرة بحجة الإساءة إلى رجال الشرطة حتى عرض و نجح و أصبح يدرس الآن فى أكاديمية الشرطة بوصفه مثال حى لتجاوز رجال الشرطة و قدم السينما الفكرية مع داوود عبدالسيد فى أرض الخوف و قدم السينما الحالمة فى هيستيريامع عادل أديب و قدم النقد السياسى فى الفيلم الاأكثر من رائع البداية كما قدم ضد الحكومة و البرىء و معالى الوزير و الذى يدور حول قصة حقيقية لوزير عين عن طريق تشابه الآسماء أما عن الآفلام الوطنية فحدث و لا حرج فقد جسد شخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى فيلم ناصر 56 و جسد بإقتدار شخصية الرئيس الراحل أنور السادات فى فيلم أيام السادات كما قدم من قبلهم أبناء الصمت .
وختم مشوراه بتحقيق الحلم الذى طالما راوده بتجسيد شخصية عبدالحليم حافظ فى فيلم حليمالذى مثله و هو فى قمة المرض و إستكمل تصويره بعد وفاته إبنه هيثم زكى .
قد لا يكون مقال كافى للتحدث عن مشوار أحمد زكى السينمائى الذى ثار على مفهوم النجم و دك من الاساس حصون الوسامة كشرط للنجاح و كتب لنفسه بإجتهاد فصول ناصعة فى تاريخ الفن المصرى .

الجوائز و التكريمات :
قد لا يكون هناك إحصاء جامع لكل الجوائز و الآوسمة و شهادت التقدير و عدد مرات التى كرم فيها أحمد زكى و قد تكوم محاولة الحصر مضنية و و غير دقيقة و الأصح هو القول بأن كل دور قام به فى أى عمل فنى حصل على أكثر من جائزة من أكثر من جهة و مهرجان و على سبيل المثال و الحصر حصل أحمد زكى على :
جائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فيلم " طائر علي الطريق".
جائزة جمعية الفيلم عن فيلم " عيون لا تنام".
جائزة مهرجان الاسكندرية عام 1989عن فيلم " امرأة واحدة لا تكفي".
جائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1990عن فيلم " كابوريا".
جائزة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2002 عن فيلمه " معالي الوزير".
تم تكريم اسم الفنان أحمد زكي في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي التاسع والعشرون عام 2005.
اختار السينمائيون ستة أفلام قام ببطولتها أو شارك فيها الفنان أحمد زكي ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية في الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 (زوجة رجل مهم، والبريء، أحلام هند وكاميليا، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه وأبناء الصمت).
جائزة أحسن ممثل عن فيلم أيام السادات عام 2001
قلده الرئيس السابق حسني مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقتين الأولى والثانيةعن دوره في فيلم "أيام السادات".

من أقواله :
اكثر ما أكرهه هم الناس ذو العيون الزجاجية مثل عيون السمك التي لا تعبر عن اي شئ .

لا أحب كلمة نجم عندما أقرأ اسماء النجوم أجد اسمي "محشورا" بينهم رغم أني لم ادعي اني نجم وأنا ممثل فقط .

أرى ان ترتدي الكرة الأرضية قميصا أبيض زي بتاع المجانين لان مايحدث في كل مكان بالعالم من دمار يؤكد ان العالم اصابته لوثة عقلية .

انا مثل سائق التاكسي عندما يكسب عشرين جنيها يصرفها وعندما تنفذ نقوده يعود للعمل .

موقفه من ثورة 25 يناير :
إجتهد البعض فى خضم الثورة للربط بينها و بين رموز الفن و المعارضة التى لم تمهلهم الاقدار الفرصة للمشاركة فى ثورة يناير فذكرت أسماء أسامة أنور عكاشة و غيره من فنانين عارضوا النظام و عانوا من ويلاته لكن الآكيد و دون أى شك أن أحمد زكى كان ثورى بمفهوم الرجل البسيط غير المهتم بالسياسة فاليوم نتذكر جميعا مشهد النهاية فى فيلم ضد الحكومة و أحمد زكى يهتف كلنا فاسدون حتى لو بالصمت أنا لا أستثنى أحدا و من ينسى نهاية فيلم البرىء الاصلية التى يقتل فيها محمود عبد العزيز قائد المعتقل الفاسد و من ينسى دوره فى فيلم البداية و هو يتحدث عن الديموقراطية و يواجه ظلم الحاكم المستبد الذى يستغل جهل الشعب كى يحقق أطماعه فى السلطة .
و هو يتحدث عن نفسه فى إحدى الحوارت قائلاً : أنا لا أجيد الفلسفة ولا العلوم العويصة.. أنا رجل بسيط جداً لديه أحاسيس يريد التعبير عنها.. لست رجل ذو مذهب سياسي ولا غيره، أنا إنسان ممثل يبحث عن وسائل للتعبير عن الإنسان. الإنسان في هذا العصر يعيش وسط عواصف من الماديات الجنونية، والسينما في بلادنا تظل تتطرق إليه بسطحية. هدفي هو إبن آدم، تشريحه، السير ورائه، ملاحقته، الكشف عما وراء الكلمات، ماهو خلف الحوار المباشر. الإنسان ومتناقضاته، أي إنسان.

المرض و الوفاة :
توفى فى السابع و العشرين من مارس عام 2005 بعد رحلة تحدى للمرض السرطان فى يوم مشهود بكت فيه مصر عن بكرة ابيها .

و فى النهاية:
قد لا تكون هناك كلمات تصف و تنصف أحمد زكى فهو خجول جرىء بسيط فيلسوف نجم أثر الوحدة طوال حياته بين يتم و تجربة زواج سريعة كسب حب و إعجاب الملايين من البسطاء و المثقفين و النقاد و المفكرين رأى فى التمثيل خداع و كذب وقال أنا لا يمثل إنما أتقمص الشخصية و أقدمها للجمهور فهو الصادق البرىء الذى إخترق قلوبنا و عقلونا و مسبيين لا نملك سوى أن نصفق له .

وصلات



تعليقات