رتبت لي الصدفة أكثر من مرة موعدًا مع عمر الشريف، وكنت عادة أراه في أروقة المهرجانات السينمائية أو على خشبة المسرح وهو النجم العالمي الكبير وأنا الصحفية الصغيرة التي تقوم بتغطية فعاليات وأنشطة المهرجانات المختلفة، حتى أصبحت محظوظة بصدفة وجودي في الأسكندرية حين كان يصور فيلمه "حسن ومرقص" مع الفنان عادل إمام والذي عُرض في العام 2008، فقمت باستغلال هذه الصدفة ورتبت موعدًا للقائه وإجراء حوارًا صحفيًا معه حيث استدعى شريط ذكرياته لمشواره الفني والإنساني، وفزت وقتها بحوار صحفي طويل تم نشره على حلقات في صحيفة الجريدة الكويتية، وهي الحلقات التي اعتمدت عليها في كتابي بالإضافة إلى مصادر معلوماتية أخرى، والصدفة أيضًا منحتني لقائي الثاني به في الدورة السادسة والعشرين لمهرجان الأسكندرية السينمائي عام 2010، حيث كان الشريف ضيف شرف المهرجان والتقيته يوميًا في بهو الفندق الذي أقيمت فيه فعاليات المهرجان، وفزت في هذه المرة أيضًا بالعديد من القصص عن حياته، أما لقائي الثالث والأخير معه، كان حين حضر لإجراء سهرة تليفزيونية كنت أعدها للفنان سمير صبري بمناسبة رأس السنة عام 2015، وكانت طلته هائلة والجميع يسعى إليه ليلتقط معه صورة، وكانت لديه تلك الابتسامة الحائرة والحذرة التي تخفي وراءها إصابته بمرض الألزهايمر الذي استحوذ على ذاكرته، لكنه مع ذلك لم يفقد ثباته، لقاء في القاهرة ولقاءان في الأسكندرية لكي يكتمل إيقاعه الـ"كوزموبوليتان"، ابن الأسكندرية الذي استكمل نشأته في القاهرة، المدن التي انتصرت للجوهر واحتضنت التعددية، المسافر، المغامر، المتسامح، الغاضب وسمات أخرى جعلت مشواره خياليًا كطائر جامح يبحث عن فضاء أوسع حتى صار هاديًا للآخرين الحالمين بجموح مثل جموحه، ومطمعًا للمغامرين وصائدي الأخبار، وذوي المخيلات الواسعة في إثارة الفضائح.