لم أختر أي موعد، والكتاب كما سبق أن ذكرت هو نتاج لقاءاتي الثلاث به، وبالفعل كنت قد نشرت في حياته حلقات عنه، وهذه الحلقات هي العامود الأساسي الذي استندت عليه؛ وكان من المفترض أن أقوم بتجميعها في كتاب قبل ذلك بكثير ولكني انشغلت بعملي الصحفي وانشغلنا جميعًا في مصر بالثورة وبتداعياتها، فالقدر كان له ترتيبات أخرى.
ربما أهم ما يميز كتابي أنه ليس رصدًا بالمعنى التقليدي لمفهوم السيرة الذاتية، بقدر ما هو سرد روائي عن شخصية مبهرة، كتب لها أن تكون علامة بارزة في سماء الفن العالمي، وعلى هذا الأساس من يقرأ "بطل أيامنا الحلوة" يبحر في العوالم الأسطورية لعمر الشريف، ويتعرف على تفاصيل غامضة في تكوينه الشخصي، وفي أسرار عائلته، وقصة حبه وزواجه وطلاقه من فاتن حمامة، وهجرته وغربته، وعلاقته بالقمار والنساء والسينما التي ترك على خارطتها عناوين كبيرة وكثيرة تؤرخ لنجوميته وتنتصر للممثل بداخله، وحيرته بين حريته في الخارج وحنينه إلى وطن تركه برغبته وكامل إرادته، ورحيله وأشياء أخرى كثيرة صنعت من حياة عمر الشريف فصولًا تستحق أن تُروى.