ختاماً للملف الذي فتحه السينما . كوم عن الأفلام الأفضل في الألفية الجديدة بعدما قامت جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية والتي تنظم مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي بتنظيم استفتاء شارك فيه ثلاثون ناقداً سينمائياً من أهم اساتذتنا من النقاد من أمثال خيرية البشلاوي و رفيق الصبان وكمال رمزي وطارق الشناوي وغيرهم في اختيار أفضل وأهم عشرة أفلام قدمتها السينما المصرية منذ بداية الألفية.
ووقع إختيارهم على الابواب المغلقة، بحب السيما، سهر الليالي، جنينة الاسماك، أحكي يا شهر زاد، في شقة مصر الجديدة، واحد صفر، و عمارة يعقوبيان، مواطن ومخبر وحرامي و أرض الخوف.
وبعد أن قام نقاد موقع السينما بتحليل الافلام العشرة، وقاموا باستبعاد الافلام الثلاثة الأخيرة عمارة يعقوبيان ومواطن ومخبر وحرامي وأرض الخوف لاسباب مختلفة منها قيمة الفيلم أو عدم قبوله أو حتى سنة إنتاجه مثل فيلم أرض الخوف الذي لا ينتمي في الاساس للالفية الجديدة، وأضاف نقاد السينما .كوم للقائمة ثلاثة أفلام بديلة هي أحلي الاوقات و أسف على الإزعاج و الفرح.
قمنا بحصر الأفلام الأعلى تقييماً على موقع السينما . كوم في الالفية الجديدة بعد إستبعاد الفيلم الذي تم تقييمه بعدد اقل من 100 مستخدم كعينة جماهيرية عن إختيار الجمهور للافلام العشرة الافضل في الالفية الجديدة فجاءت قائمة الجمهور كالتالي فيلم اسف على الإزعاج ثم 1000 مبروك، ولاد العم، كده رضا، الجزيرة، مسجون ترانزيت، الفرح، تيمور وشفيقة، زي النهاردة و ظرف طارق - الأفلام مرتبة حسب تقييمها من الأول إلى العاشر - .
وبغض النظر عن قيمة بعض هذه الافلام إلا أن رأي الجمهور يجب أن يحترم، ويبدو صدق العينة واضحاً حيث حققت تلك الافلام النجاح الأكبر جماهيريا في توقيت عرضها.
وبنظرة سريعة على هذه الأعمال نجد أنها تضم 5 افلام كوميدية، ما بين لايت كوميدي وكوميديا سوداء ( اسف على الازعاج - 100 مبروك - كده رضا - الفرح - ظرف طارق) ، في إعادة إعتبار للكوميديا التي رفضها النقاد لاسباب غير مبررة، و3 افلام حركة ( الجزيرة - ولاد العم - مسجون ترانزيت)، وفيلم رومانسي ( تيمور وشفيقة)، وفيلم درامي (زي النهاردة).
ولكن يبدو أن إختيارات الجمهور مالت إلى النجوم أكثر من ميلها إلى الأعمال نفسها، حيث ظهر اسم الفنان أحمد حلمي في الإختيارات 4 مرات وظهر إسم الفنان أحمد السقا مرتين وكلا من الفنان احمد عز و كريم عبدالعزيز مرة واحدة، وكلا من الاربعة يعتبر نجم هذه المرحلة في السينما المصرية.
ويبدو مدهشاً للغاية أن تخلو قائمة الجمهور من أي فيلم ظهر في قائمة جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية، في إشارة إلى شيئين لا ثالث لهما، إما إنفصال النقاد عن الجمهور تماماً وهذا لا يصب في مصلحة الحركة النقدية في مصر والتي نعترف أنها تعاني أزمة شديدة توازي أزمة السينما، إما إنخفاض في الذوق العام لدى الجمهور، وهذه مقولة مطاطة يستخدمها تجار المنتجون كمبرر لعرض افلامهم الرديئة مستغلين عبارة "الجمهور عايز كده".
وكذلك يستخدمها النقاد عند الإختلاف مع الجمهور حول قيمة فيلم ما أو نجم بعينه.
كذلك لا نستطيع إنكار تدهور الذوق العام لدى شريحة عريضة من الجمهور وهناك عدة أدلة على ذلك من ضمنها تحقيق فيلم ولاد البلد الهابط فنيا وأخلاقياً لإيرادات وصلت لـ8 مليون و320 الف جنيه، وإنتشار الأغاني الهابطة والكليبات العارية، والتعاملات اليومية الصادمة بين ملايين المواطنين.
ولكن ببقى الأمل في أن الجمهور سيظل أهم أداة - في ظني - قد تعود بصناعة السينما للصدارة إذا نجح في إجبار تجار الفن على الجلوس في منازلهم أو محالهم لإدارة تجارة اخرى.