تقرير: من فاز بنصيب الأسد ومن خسر في أفلام عيد الأضحى؟

  • مقال
  • 02:51 مساءً - 6 سبتمبر 2019
  • 4 صور



سيطرت الأجزاء الثانية على أفلام موسم عيد الأضحى الماضي، في بعضها تفوق الجزء الجديد والأخر كان الأول أفضل كما شهد هذا الموسم العديد من المفاجأت، أبرزها خروج النجم تامر حسني وفيلم الفلوس من السباق لعدم استطاعته اللحاق بالموسم، وكذلك خروج أفلام محمد هنيدي ومحمد إمام نظرًا لضيق الوقت، ولم يتبقى من الأفلام الكوميدية سوى فيلم خيال مآتة لأحمد حلمي والذي واجه هو الأخر العديد من الأزمات علمًا بأن الكوميديا تكون دائمًا الحصان الرابح لأفلام العيد.

كانت أبرز مفاجأت أفلام العيد هو الأزمات التي لاحقت فيلم أحمد حلمي الجديد "خيال مآتة" بداية من تأخير موعد عرضه في السينمات بسبب مشاكل فنية مرورًا بالانتقادات التي لاحقته من قبل عدد كبير من الجمهور مما جعله يحصل علي المركز الثالث في الإيرادات برغم أنه الفيلم الكوميدي الوحيد في هذا الموسم، بالاضافة إلى تسريب الفيلم ونقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهل يعتبر ذلك مؤامرة علي أحمد حلمي أم أن الفيلم ضعيف المستوي؟ الإجابة هى أن الفيلم أقل أفلام حلمي سواء من الناحية الفنية أو التجارية، فعلى مستوى شباك التذاكر الفيلم لا يمتلك أي عناصر جذب أو تشويق فإيقاعه وحركته شديد البطء وقصته ملتوية ومشتتة بالإضافة إلى أنه يفتقر أي عناصر كوميدية أو مشاهد الأكشن المحببة للجمهور فضلًا عن أن اللعب بالإضاءة جاء متواضع، وتقنيات الصوت كانت غير واضحة في عدة مشاهد، وبالنسبة لأداء النجوم، فجاء باهتًا خاصة بالنسبة لأحمد حلمي أو لـمنة شلبي وهذا الفيلم لا يعتبر السقطة الأولى لأحمد حلمي، فكان من قبلها فيلم صنع في مصر والذي لم يترك أي بصمة في مشوار حلمي، وكذلك فيلم على جثتي، حتى فيلم لف ودوران والذي حقق إيرادات أكثر من 30 مليون جنيه بل لم يكن من أفضل افلامه، فلا بد أن يعيد حلمي ترتيب أوراقه بعد أن حصر نفسه في قالب واحد.

وبالنسبة لفيلم ولاد رزق 2 والذي حقق أعلى إيرادات في فترة قصيرة نظرًا لأنه فيلم تجاري من الطراز الأول، ومفصل على مقاس جمهور العيد لا يريد تضمين معاني أو رسائل معينة، بل هو توليفة كبيرة من النجوم، كل منهم نجم شباك يستطيع تحمل فيلم مستقل على عاتقه، وعلى الرغم أن الجزء الأول لاقى انتقادات كبيرة بالنسبة للألفاظ والإيحاءات الخارجة، بل أن الجزء الجديد لم يخلو من الألفاظ وأسلوب الحديث بلغة المدمنين، فنصفه الأول متشابه بشكل كبير من فيلم أوشن 12 مع تشابه بعض المشاهد بالنسبة لعملية النصب والسرقة حتى مع وجود نجوم كبار كضيوف شرف مثل الفيلم الأجنبي، والنصف الثاني تحول إلى لعبة قط وفأر وصراع عصابات مع بعضها، والخديعة كانت العنصر المشترك في الجزءين، ففي الأول نكتشف أن رجب (أحمد داوود) انتحل شخصية عاطف، والذي يلعب دوره أحمد الفيشاوي من أجل خداع الضابط محمد ممدوح مع نهاية الفيلم مما جعل الرؤية مختلفة تمامًا، وفي الجزء الجديد كان الراوي هو أحمد داود والذي يحكي للضابط كمال والذي يلعب دوره خالد الصاوي ولكن الخديعة والتلاعب في هذا الجزء الجديد يتضمن مجموعة طلاسم وألغاز تصيبك بحالة من التشتت من أن تعرف من يقف مع من ومن يتلاعب بمن، ولكن في النهاية لابد وأن ينتصر أسود الأرض ليصفق لهم الجمهور في النهاية.

وعلى الجانب الأخر، يعتبر الفيل الأزرق 2 هو أفضل أفلام الموسم وأشد قوة من الجزء الأول نظرًا لأن الأول عاني من طول مدة العرض والتي اقتربت من 3 ساعات، بل الجزء الجديد لم تشعر به بلحظة ملل واحدة، وسبب نجاحه ليس فقط لأنه حقق إيرادات اقتربت من ال 90 مليون، بل لأنه جيد جدًا من النواحي الفنية برع فيها المخرج مروان حامد في إظهار الفيلم في أحسن صورة مستخدمًا الجرافيك وأحدث تقنيات وأساليب الإبهار والتي تتنافس مع المستويات العالمية، ساعد على ذلك الموسيقى الصاخبة لـهشام نزيه والتي أضافت أجواء الرعب التي تجعل المشاهد في حالة تيقظ مستمر لأحداث الفيلم، وكذلك الأداء المدهش للنجوم وعلى رأسهم هند صبري والتي استطاعت استيعاب جميع مفردات الشخصية بتعبيراتها وتحولاتها، وأيضًا كريم عبدالعزيز والذي عبر بوجهه عن مشاعر القلق والخوف والدهشة والاضطراب النفسي من البداية حتى النهاية.

وأما بالنسبة لفيلم الكنز 2 والذي صدمنا بعد حصوله على المركز الرابع في الإيرادات علمًا بأن الجزء الأول حقق أكثر من 19 مليون جنيه نظرًا لأنه نوعية جديدة على السوق المصري تمزج بين الأساطير والتاريخ في 4 عصور مختلفة، أدارها شريف عرفة في كل زمن بحرفية شديدة دون أن تفلت من يديه الخيوط، وبالنسبة للجزء الثاني لم يلاقي حظًا جيدًا هذه المرة لعدة أسباب: أهمها أنه لم ينال قسطًا من الدعاية وتم تأجيله عدة مرات وظلمه صناعه حينما قرروا طرحه في وسط مجموعة من الأفلام شديدة الجماهيرية، وهو فيلم ليس تجاريًا على الإطلاق، ومع مشاهدة الجزء الثاني والذي يحمل اسم (الحب والمصير) والذي تغلب عليه الطابع الرومانسي، ولكن أكد في النهاية أن الحب ينهزم تحت أقدام المصلحة واعتبارات أخرى كثيرة، ومثلما شاهدناه في أغنية الحب التي غنتها أمينة خليل بصوت نسمة محجوب والتي أضافت من جرعة الرومانسية بأن الحب في النهاية قرار، وأحيانًا يكون اختيار ما بين شرين, بين لقاء آخره فراق وفراق آخره اشتياق، ومن الناحية الفنية فهو لا يقل عن الجزء الأول من حيث الجودة والاخراج والتصوير وثقل الحوار والتي تشعر مع كل جملة وكأنك أمام محاضرة في التاريخ والحياة مع أداء ممتاز من الجميع وخاصة محمد سعد والذي قرر أخيرًا خلع عباءة اللمبي وإظهار إمكانياته الحقيقية، بل شهد الجزء الجديد بعض الثغرات، أهمها التطويل في بعض الحوارات، كما أخفقت بعض المشاهد من بعض النجوم، وأما النهاية فكانت متروكة لخيال المشاهد لتفسير المعني الحقيقي للكنز.




تعليقات