جلس الرسول ﷺ تحت شجرةٍ وسيفه معلق بها، فأخذه غورث بن الحارث وقال: أتخافني؟ فقال ﷺ: الله يمنعُك مني. فخاف غورث، فعرض عليه الرسولُ الإسلام، فقال: أُعاهدك أن لا أُقاتلك ولا أكون مع قومٍ يقاتلونك.
أعدت قريشٌ عدتها لغزوة أُحدٍ انتقامًا لهزيمتها في بدر، وكان رجالها يطلبون رأس حمزة رضي الله عنه، كما وعدت هندُ بنتُ عتبة وحشيًّا بحريته ومالٍ كثير إن قتل حمزة.
خرج المسلمون إلى غزوة أُحد، فانسحب عبد الله بن أُبي بجيشه لأن الرسول ﷺ لم يأخذ برأيه. وسلك الرسول طريق ملك مُربع بني قُيظي، وكان منافقًا ضريرًا، فرمى المسلمين بالتراب فقال الرسول هذا أعمى القلب والبصر.
عصى الرماة أمر الرسول ﷺ في أُحد، فهجم خالد بن الوليد وانتصرت قريش وجُرح الرسول. قُتل حمزة رضي الله عنه ومُثل بجسده، ثم تزوج عثمان أم كلثوم وولد الحسن.
طلب أبو سفيان قتل الرسول ﷺ، فحاول أعرابي قتله فلم ينجح وأعلن إسلامه. ثم أرسل الرسول ﷺ عمرو بن أمية وسلمة بن حُريش لقتل أبي سفيان، فعلم بهم وحاول قتلهم، فهربا ورجعا إلى المدينة.
جاء أبو براء إلى الرسول ﷺ فدعاه للإسلام فرفض، لكنه طلب إرسال رجال إلى نجد لدعوتهم. فأرسل الرسول ﷺ المنذر بن عمرو وسبعين رجلًا، فأجاره أبو براء، فنزلوا بئر معونة، فقُتلوا جميعًا إلا واحدًا.
عمرو بن أمية أخبر الرسول ﷺ أنه قتل رجلين من بني عامر ثأرًا لأصحابه مع وجود عهد بينهم. فطلب الرسول ﷺ من بني النضير المساعدة في دفع الدية، فنقضوا العهد وحاولوا قتله، فأمرهم بمغادرة المدينة.
حاصر الرسول ﷺ بني النضير وأمر ألا يُؤذى شيخ أو امرأة أو طفل، فاستسلموا وخرجوا إلى خيبر. ثم دعا المسلمين إلى بيت أبي طلحة فأكلوا ببركة الرسول. وتُوفي عبد الله بن عثمان، وولد الحسين رضي الله عنه.
حاول عبد الله بن سلول إثناء النبي ﷺ عن القتال في بدر، فعسكر المسلمون عند بدر، فخاف أبو سفيان ورجع بجيشه، فظفر المسلمون. وكان حنظلة يتعرض للقوافل قرب دومة الجندل، فخرج الرسول ﷺ لمواجهته.
دخل الرسول ﷺ دومة الجندل ففر المشركون وأمِنت القوافل. ثم حرضت بنو النضير القبائل وقريشًا على تكوين الأحزاب لحرب شاملة ضد المسلمين.
استشار الرسول ﷺ المسلمين في مواجهة الأحزاب، فأشار سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة فوافقه. ثم نقضت بنو قريظة عهدها وانضمت إلى الأحزاب.
قاد الرسول ﷺ معركة الأحزاب، وكان الخندق يحيط بيثرب عدا منطقة بني قريظة. حاصر الأحزاب أهل المدينة ومنعوا عنهم الطعام. وتمكن عمرو بن ود من اختراق الخندق، فتصدى له علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتله.
أفسد نعيم بن مسعود العلاقة بين بني قريظة وقريش وغطفان فدب الشقاق بينهم. ثم حاولت جموع الأحزاب مهاجمة منزل الرسول ﷺ من جهة بني قريظة، فتصدى لهم المسلمون، فهرب المشركون.
دب الشقاق بين الأحزاب واختلفت قريش وبنو النضير وبنو قريظة وغطفان، فأرسل الله ريحًا عاصفة في ليلة باردة، فيئس المشركون ورجعوا إلى ديارهم.
تذكر الرسول ﷺ أحداث بدر، فاستخلف ابن أم مكتوم على المدينة، واستولى المسلمون على الماء فانتصروا. ثم أرسل حذيفة بن اليمان ليستطلع معسكر المشركين بعد هبوب الرياح الشديدة.
عاد أبو سفيان إلى مكة بمن بقي من جنوده، وأخبر حذيفة الرسول ﷺ بانسحاب قريش، فشكر ربه. ثم قاد الرسول ﷺ جيشًا لمحاصرة بني قريظة، فاستسلموا، فحكم فيهم سعد بن معاذ وقَبِل الرسول ﷺ وبنو قريظة حكمه.
أرسل الرسول ﷺ إلى بني بكر يدعوهم للإسلام ففروا إلى الجبال، وادعى مسيلمة الكذاب النبوة. ثم قاد الرسول غزوة بني لحيان لقتلهم عشرة من الصحابة، فهربوا إلى الجبال، وخلف عليًا على المدينة ومعه ابن أم مكتوم.
حاول ابن أبي ثمامة قتل الرسول ﷺ فلم يقدر وأسلم، ثم فُرض حصارا اقتصاديا على قريش بمنع الحبوب فحلت بهم مجاعة. فجاء وفد من مكة للرسول ﷺ، فأمر ابن أبي ثمامة أن يرسل لهم الحبوب، وكان أول من اعتمر من المسلمين.
اتجه المسلمون إلى وادي عسفان قرب مكة لردع المشركين، فخافت قريش، وهذا ما أراده الرسول ﷺ. ثم سرق بعض المشركين إبل الرسول وقتلوا راعيها وسبوا امرأته، فلحق بهم المسلمون وقبضوا عليهم.
رأى الرسول ﷺ في منامه أنه وأصحابه يدخلون المسجد الحرام محلقين ومقصرين، فأمر بالعمرة. فجمعت قريش حلف الأحابيش لمواجهته، ونوى خالد الغدر بالمسلمين أثناء الصلاة، لكنهم صلوا صلاة الخوف.
أصر الرسول ﷺ والمسلمون على العمرة، وأرسلت قريش عروة بن مسعود وغيره لإقناعه بالرجوع، فخيرهم الرسول بين صلح يرضونه أو دخول البيت عنوة.
أرسل الرسول ﷺ عثمان بن عفان ليبلغ قريشًا رغبته في العمرة، فتأخر، فشاع خبر مقتله. فبايع الصحابة الرسول ﷺ على الموت في بيعة الرضوان، ثم صدر صلح الحديبية.
عاد الرسول إلى المدينة على أن يدخل مكة في العام التالي. وأسلم أبو جندل بن سهيل لكن الرسول رده إلى قريش وفق شروط الصلح، فهرب وشكل جماعة تغزو قوافلهم. ثم جهز الرسول جيشا لفتح خيبر، فاستغاث اليهود ببني غطفان.
أسلم عبد حبشي من خيبر كان يرعى غنما لسيده اليهودي، فتركها، فوعده الرسول أنها ستعود إليه لأنها أمانة. وواجه المسلمون مقاومة شديدة عند فتح خيبر، فأخذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه الراية وفتح حصن ناعم المنيع.
أهدت زينب بنت الحارث شاة مسمومة للرسول ﷺ، فلما عرف وأقرت قالت: إن كان نبيًا فسيُخبر، وإن كان ملكًا استرحنا منه، فعفا عنها. وأعد أسير يهودي الغدر بالمسلمين في طريق عودتهم، فأمر الرسول ﷺ بقتله.
أرسل الرسول سرية أبا بكر لبني فزارة، وسرية عمر لهوازن لمؤامراتهم ضد المدينة، كما أرسل سرية لإضم، فقتل محلم بن جثامة عامر الأشجعي لأمر في نفسه من الجاهلية، فأبلغ الرسول بذلك وعرض الفدية على أهله فقبلوا.
خرج رجل من الأنصار على سرية وأمرهم الرسول ﷺ بطاعته، فأمرهم بإشعال النار وإلقاء أنفسهم فيها فرفضوا، فلما أخبروا الرسول قال: الطاعة في المعروف فقط. ثم أدى الرسول ﷺ والمسلمون عمرة القضاء ثلاثة أيام.
خرج عمرو بن العاص مع رجال من قريش إلى النجاشي، فرأى هناك عمرو بن أمية، فطلب تسليمه ليقتله، فرفض النجاشي. ثم أسلم عمرو بن العاص على يديه وكتم إسلامه عن أصحابه
خرج خالد بن الوليد إلى الجبال زمن الحديبية، وهم بقتل الرسول ﷺ في الصلاة، لكن شيئًا منعه. ثم التقى خالد بعثمان بن طلحة وعمرو بن العاص، فذهبوا معًا إلى الرسول ﷺ وأعلنوا إسلامهم وبايعوه.
جاء أنصاري يشكو للرسول ﷺ جملًا عنده، فذهب إليه، فخر الجمل ساجدًا وشكا جوعه وضرب صاحبه، فحن النبي وزرفت عيناه. ثم بُني منبر، فلما وقف عليه سُمِع لجذع النخلة أنين، فنزل الرسول ﷺ وأسند عليه.